كتب الناشر: «عبر ثمانية عشر فصلاً ينتقل هيثم حسين في سيرته بين حكايات ومواقف وأحداث تستبطن صوراً متباينة ومختلفة للعنصرية، حيث تكون الصدمات بالبشر في سلوكياتهم وممارساتهم اليومية جزءاً من متاهة تغرق كثيرين في عتماتها، ويعالج موضوع العنصرية بمقدار كبير من الجرأة والتجرد، يتحدث عن جروح مفتوحة في أكثر من مكان، ولا يخشى مغامرة الخوض في تفاصيلها، وذلك عبر رحلة حياتية تنطوي على الكثير من المكابدة، مع الحياة والكتابة والبشر».
ومما جاء في الفصل الأول المعنون بـ«صراع الألوان والأهواء»: «ما الذي أبحث عنه وأنا أسرد حكايات عن صراعات، خفية أو معلنة، بين الألوان التي يمكن أن تشكل لوحات رائعة، وأهواء وأمزجة يمكن أن تتناغم معاً في نسيج حضاري مختلف مبني على الاحترام والتقدير، لكنها تختار الجانب البدائي، تدخل في صراع مع بعضها لتنتج كوارثها، وتبقي نفسها رهينة لون باهت يخبو بالتقادم، ويتحول إلى عالم أسود شاحب منغلق على ذاته.
هل أحرض العنصرية وأساهم بإطالة عمرها وإدامتها بالحديث عنها أم أراني أحاول كشف جوانبها المظلمة عساني أساهم بسلبها تلك القوة الفتاكة التي تنتعش في العتمة وتتأجج خلف أسوار الكراهيات المتجددة.
يمكن لكل واحد منا أن يحصي كثيراً من النقاط والأفكار والمبررات التي من شأنها أن توقظ أعتى العنصريات والفتن في داخله، لكن هل هذا ما نحتاج إليه في عالم اليوم الذي يبدو وكأنه ينزع بيده مسمار الأمان ليوقت لانفجاراته المتتالية في حاضره ومستقبله…!».
وهيثم حسين روائي كردي سوري. نشر عدداً من الأعمال الروائية والنقدية منها: «آرام سليل الأوجاع المكابرة»، «رهائن الخطيئة»، «إبرة الرعب»، «عشبة ضارة في الفردوس»، وغيرها، ترجم عن الكردية مجموعة مسرحيات «مَن يقتل ممو…؟» للمؤلف بشير ملا.
غلاف الكتاب من تصميم الشاعر والمصمم ياسين حسين، ولوحة الغلاف للفنان الكردي بهرم حاجو.
لندن: «الشرق الأوسط»