فاز الفيلم اليمني “سطل” الخميس الماضي بمسابقة الأفلام القصيرة “حكاية أثر” التي نظمتها هيئة التراث السعودية بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.
ويتزامن تكريم العمل -الذي صوره المصور الفوتوغرافي اليمني علي السنيدار- مع أعمال الدورة الموسعة الـ45 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) التي تعقد أعمالها في الرياض حتى 25 سبتمبر/أيلول الجاري.
ووثق فيلم “سطل” رحلة حياة المسن الستيني عبد الله الذي يعمل في البناء والترميم لمدينة صنعاء القديمة منذ 60 عاما، والذي يحكي قصته مع المدينة الأثرية وكيف بدأ مهنته بالبناء والترميم.
وتحدث عبد الله عن مراحل حياته المختلفة التي قضاها مع أدواته البسيطة، وهي السطل (الدلو) والسلم والممحاة التي تستخدم في وضع الجص على الأبنية التي تتميز بها مباني صنعاء القديمة.
وتضم المدينة المأهولة منذ أكثر من 2500 عام مساجد ومنازل تشبه الأبراج مبنية من الطوب، لكنها تواجه راهنا تهديدات عدة.
من جانبه، قال عادل الحيمي -وهو أحد مصوري الفيلم- إن الفكرة جاءت عندما كان الحاج عبد الله يعمل في ترميم منزله، حينها طلب منه علي السنيدار تصويره فوافق، ثم اكتملت الفكرة.
وأوضح أن الفكرة بدأت عندما علم الناس أن الحاج عبد الله يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 60 عاما “وعند البحث عنه واجهتنا صعوبات العثور عليه نتيجة سفره للقرية، ومحدودية الأيام للمشاركة بالفيلم”.
وتعتبر مدينة صنعاء القديمة المبنية من اللبن والطوب المحروق إحدى المدن المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي واحدة من أقدم جواهر الحضارة الإسلامية، وهي مدينة مأهولة بالسكان منذ 2500 سنة، وتدل على ثراء وجمال الحضارة الإسلامية.
ولصنعاء القديمة في ذاكرة التراث الإنساني مقام باذخ، فهي قبلة السياح ومزار الوافدين، يشعر المرء وهو يتجول في أسواقها وأزقتها بأنه وسط كرنفال مدهش للتاريخ تتمازج فيه الخطوط والظلال والألوان في لوحة معمارية مثيرة للدهشة.
المصدر/ الجزيرة