قرر وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن المطيري إحالة طاقم عمل مسلسل “السجين النصاب” إلى النيابة العامة، بعد اعتراضات على العمل الدرامي واتهامه بتشويه صورة المجتمع.
وأعربت وزارة الإعلام في بيان عن “رفضها القاطع للتعرض لأي مكون من مكونات المجتمع الكويتي، من رموز ومواطنين ومقيمين، في أي عمل إعلامي لأي غرض كان”.
وشددت على “استيائها مما جاء في أحد الأعمال الدرامية المعروضة على إحدى المنصات الخليجية، والذي جرى خلاله التطرق إلى رموز الدولة ومواطنيها”، مبينة أن “مثل هذه الأعمال مرفوضة شكلاً ومضموناً”.
ودعا بيان الوزارة الجميع من منتجين ومؤلفين وفنانين إلى “وضع احترام سيادة الدولة الخليجية ومكوناتها نصب أعينهم خلال إنتاجهم لأعمالهم الدرامية”.
والمسلسل يعرض على منصة “شاشا”(SHASHA) الإلكترونية التي أنتجت العديد من المسلسلات والبرامج الكويتية، وقد أنتجت العديد من الأعمال الدرامية والوثائقية والبرامج الخاصة. وبحسب القائمين عليه فهو مأخوذ عن قصة حقيقية تدور حول محتال تمكن من ارتكاب العديد من المخالفات وجرائم النصب والاحتيال.
وتروي أحداث المسلسل قصة نصاب شديد الذكاء، ويمتلك مهارات عديدة في الاحتيال على ضحاياه من المشاهير ورجال الأعمال، وينجح في تكوين فريق يساعده في عمليات النصب، فتسعى قوات الشرطة للاستعانة بأستاذ جامعي للمساعدة في القبض عليه.
وكانت محكمة الاستئناف قد شددت في العام 2021 عقوبة الحبس المشدد على “السجين النصاب” الذي لم يجر الكشف عن هويته من أربعة إلى عشرة أعوام، بعد أن تمت إدانته في العام 2019.
وقضت المحكمة بإلزامه برد 4 ملايين دينار (13.2 مليون دولار)، وسجن سبعة متهمين آخرين شركاء معه في الجريمة بسنوات متفاوتة.
وكان تقرير لصحيفة “القبس” قد كشف تفاصيل جديدة حول مواصلة ذلك السجين لعمليات الاحتيال من داخل زنزانته ليوقع بضحايا جدد بينهم محامون وسفراء ووزراء ونواب سابقون، وشخصيات معروفة، منتحلاً صفة شيخ من الأسرة الحاكمة.
ووفقاً لتقارير إعلامية سابقة، فإن “المتهم كان يمارس عمليات النصب من داخل سجنه، كما بينت تحقيقات أنه يعيش حياة مرفهة داخل السجن”.
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية الجمعة أنها تتابع باهتمام عمليات النصب التي تعرض لها سفراء من قبل أشخاص انتحلوا صفة قياديين في الوزارة.
وكان وزير الإعلام الكويتي قد قال في تصريحات سابقة لصحيفة “السياسة”، “لن نسمح لأحد بتجاوز القانون مهما كان، ومن يريد أن يأتي بأعمال فيها قلة أدب فليذهب بعيداً عن الكويت ومجتمعها”.
وكان النائب مبارك الطشة وجّه أسئلة برلمانية للوزير المطيري حول ما تعرضه بعض المنصات، والتي تتضمّن إساءة للمجتمع الكويتي عبر نقل صورة مشوّهة عنه.
من جهته، قال الوكيل المساعد للصحافة والنشر والمطبوعات لافي السبيعي “جميع الأعمال الدرامية التي تعرض على التلفزيون والسينما والمنصات وغير حاصلة على إجازة نص من وزارة الإعلام سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها”.
وبدوره، وصف الناشط السياسي جمال الساير المسلسل بأنه عمل ماسوني ويهودي.
وقالت مصادر إن منصة “شاشا” إلى إيقاف عرض المسلسل الذي جرى بث 6 حلقات منه، علما أنه يتألف من 10 حلقات.
والمسلسل من بطولة فيصل الشهري، وإخراج محمد دحام الشمري، وبطولة نخبة من النجوم الشباب وفي مقدمتهم عبدالله السيف وشهاب جوهر وشوق الهادي وريم النجم وشيماء سليمان.
وهذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها وزارة الإعلام على خط المسلسلات. والعام الماضي أثار توجيه وزير الإعلام الكويتي حينها حمد روح الدين جميع قطاعات الوزارة بعدم التعاقد أو استضافة أي من المشاركين في مسلسل “من شارع الهرم إلى” الذي عرض على إحدى القنوات الفضائية الكويتية جدلا وسخرية على مواقع التواصل.
وتساءلت صحيفة “القبس” الكويتية في افتتاحيتها “هل مبادئنا هشَّة حتى يفسدها مسلسل؟”، مضيفة أن “التيار الديني أدرك أنه كلّما علا صوته ارتفعت مكاسبه”. وأشارت الافتتاحية إلى أن ما صدر عن وزارة الإعلام كلام فارغ، فلا سلطة لها على أعمال أُنتجت وعُرضت بالخارج، مؤكدة أن “الحكومة الخانعة والمرتعشة مسؤولة عن طرد المبدعين الكويتيين إلى الخارج، فهاجر صناع المحتوى الكويتيون إلى دبي والرياض، ولجأ بعضهم إلى شركات لبنانية ومصرية، أملاً في العمل ضمن بيئة صالحة ترعى الإبداع، بعد أن فرضت عليهم بلادهم ‘الإرهاب الفكري’ بشتى أشكاله وأصنافه وقيوده”.
وقبل فرض الرقابة المسبقة لوزارة الإعلام على الأعمال الفنية، وعلى مدى 50 عاما تألقت الدراما الكويتية، معبّرة عن أحوال المجتمع، راصدة لهمومه ومتشابكة مع كل التجربة الحداثية التي بدأ بها عصر الاستقلال، فكانت هذه الأعمال ذاكرة وطن في حقبة تاريخية مهمة ترسخت في وجدان الناس، وما زالت موجودة بقوة حضورها في وجدان الأجيال المتعاقبة.
ووصلت الدراما الكويتية في عصرها الذهبي إلى العالم العربي من خلال الفضائيات الخليجية، وأصبحت الكويت “هوليوود الخليج” بفضل قوة نصوصها وأداء مبدعيها.
المصدر العرب
https://bit.ly/3ETZtKh