موجة “باربي” الوردية التي تضرب العالم، لن تصل إلى الكويت ولبنان. إذ منعت الكويت عرض فيلم المخرجة الأمريكية غريتا غيرويغ لأنه “يروّج لأفكار دخيلة على المجتمع”، فيما طلب وزير الثقافة اللبناني من السلطات الرقابية، حظر الفيلم، لأنه “يتعارض مع القيم الأخلاقية”.
وقال الوزير اللبناني محمد وسام المرتضى، في بيان أصدره الأربعاء، إن الفيلم يروّج للمثلية والعبور الجنسي، “ويُسوّق فكرة بشعة مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة”.
ووجه الوزير طلباً إلى الأمن العام اللبناني، وهو الجهة المخولة الرقابة المسبقة على الأعمال الفنية المعدّة للعرض في لبنان، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الفيلم. حاولت بي بي سي نيوز التواصل مع الأمن العام للتأكد من موقفه، ولكن لم نحصل على ردّ بعد.
وبانتظار صدور قرار رسمي عن الأمن العام حول منع الفيلم أو عرضه، لا تزال سلسلة سينما “فوكس” المقرر أن تعرض العمل في صالاتها، تنشر الإعلان الترويجي له على موقعها على الإنترنت، وتشير إلى أن موعد طرحه المفترض سيكون يوم 31 آب/أغسطس الحالي.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) عن وكيل وزارة الإعلام رئيس لجنة رقابة الأفلام السينمائية لافي السبيعي تأكيده حرص اللجنة “على منع كل ما يخدش الآداب العامة أو يحرض على مخالفة النظام العام والعادات والتقاليد ويدعو لأفكار دخيلة على المجتمع”.
قصص مقترحة نهاية
وكانت عدة دول عربية قد أجلت موعد إطلاق “باربي” من تموز/يوليو الفائت، إلى 31 آب/أغسطس، ثم تراجعت كل من السعودية والإمارات والبحرين عن قرارها لتبدأ بعرض الفيلم في صالاتها اليوم. ولا يزال من المقرّر بدء عرضه في مصر ابتداءً من 31 آب/أغسطس.
وتواصلت بي بي سي نيوز عربي مع “وارنر براذرز ميدل إيست”، الشركة الموزعة لفيلم “باربي” في الشرق الأوسط، للتأكد من أن الفيلم سيعرض كاملاً في تلك الدول، أو أنه خضع لتعديلات، ولكن لم نتلق رداً بعد.
وفيما رحب بعض الناشطين على مواقع التواصل بالبيان وشكروا الوزير لجهوده في “حماية المجتمع”، قابله آخرون بالسخرية، لأن فيلم “باربي” لا يتطرّق أساساً للمثلية الجنسية.
كذلك انتقد كثيرون انشغال السلطات بالرقابة على الأفلام، في وقت لا تزال البلاد تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأعنف في تاريخها منذ عام 2019.
ويسهل في لبنان الوصول إلى الأفلام المقرصنة عبر منصات بث مجانية على الإنترنت، ولا توجد قوانين تمنع ذلك، وهناك مشاهدون كثر يلتفون على الإجراءات الرقابية منذ سنوات من خلال الحصول على المحتوى المقرصن.
الرقابة على الأفلام ليست بالأمر المستجد في العديد من الدول العربية، ولكن أسباب المنع باتت تأخذ طابعاً أخلاقياً وقيمياً، حتى في دول مثل لبنان، الذي كان يتغنّى بتمتعه بمساحة حريات ثقافية واجتماعية تميّزه في المنطقة.
فيلم “باربي” ليس العمل السينمائي الأول الذي يثير جدلاً مماثلاً في بعض الدول العربية خلال السنوات القليلة الماضية.
إذ كان “سبايدرمان أكروس ذا سبايدر فيرس”، ضحية الرقابة أيضاً في يونيو/حزيران الفائت، ومنع عرضه في كل من لبنان ومصر والسعودية والإمارات بسبب محتوى يتناول مجتمع الميم عين وظهور علم العبور الجنسي في أحد المشاهد.
وباتت عدة دول عربية تطلب من شركات الإنتاج حذف مشاهد للموافقة على عرض بعض الأفلام، إذ طلبت السعودية عام 2022 اقتطاع الإشارة إلى المثليين في فيلم “دكتور ستراينج” قبل الموافقة على عرضه.
حقق فيلم “باربي”، وهو من بطولة مارغو روبي وراين غوسلينغ، 53 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، ليبلغ مجموع عائداته في أميركا الشمالية منذ بدء عرضه في الصالات 459 مليون دولار، و1.03 مليار دولار على مستوى العالم.
المصدر/ BBC عربي