تعتزم السلطات الإيرانية تركيب “كاميرات ذكية” في الأماكن العامة والطرقات لرصد النساء اللاتي لا يلتزمن بالحجاب ومعاقبتهن، بحسب ما أعلنته الشرطة الإيرانية، أمس السبت.
وقالت الشرطة، في بيان، إن المخالِفات سيتلقين بعد رصدهن “رسائل نصية تحذيرية من العواقب”.
وجاء في البيان الذي نقلته وكالة أنباء ميزان التابعة للسلطة القضائية ووسائل إعلام حكومية أخرى أن هذه الخطوة تهدف إلى “وقف مقاومة قانون الحجاب”، مضيفا أن مثل هذه المقاومة تشوه الصورة الروحية للبلاد وتشيع انعدام الأمن.
ودعا بيان الشرطة، أمس السبت، أصحاب الشركات والأنشطة التجارية إلى “المراقبة الجادة لمراعاة الأعراف المجتمعية من خلال عمليات تفتيش دؤوبة”.
وبموجب تفسير الشريعة الإسلامية المعمول به في إيران منذ ثورة 1979، يُفرض على النساء تغطية شعورهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، حيث وتواجه المخالفات التوبيخ العلني أو الغرامة أو الاحتجاز.
وقال بيان لوزارة الداخلية في 30 مارس/آذار، واصفا الحجاب بأنه “من ركائز حضارة الشعب الإيراني.. وأحد المبادئ العملية للجمهورية الإسلامية”، إنه لن يكون هناك “تراجع” في هذا الشأن.
وحث البيان المواطنين على مجابهة النساء غير المحجبات. وكانت توجيهات مماثلة في عقود ماضية قد شجعت أنصار التيار المحافظ على مهاجمة النساء.
وقد ارتفع عدد الإيرانيات اللائي يتحدّين قواعد اللباس الإجبارية منذ موجة الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني (22 عاما) بعد أيام من توقيفها لانتهاكها تلك القواعد، بحسب السلطات.
وقال قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان في مقابلة مع التلفزيون الحكومي “ابتداء من السبت المقبل سيتم التعرف على من يخلعن الحجاب باستخدام معدات ذكية”.
وأضاف رادان “سيتم تحذير من يخلعن حجابهن في الأماكن العامة أولاً وتقديمهن إلى المحاكم في خطوة تالية”.
ولفت إلى أن أصحاب السيارات سيتلقون أيضا رسائل تحذير إذا خالفت أي من الراكبات قواعد اللباس، وسيتم حجز سياراتهم إذا تكررت المخالفة.
حالات “تسمم” جديدة
في غضون ذلك، أُصيبت عشرات الطالبات بإحدى المدارس في بلدة بوسط البلاد وفي مدينة أردبيل الشمالية الغربية أمس السبت، بما يشتبه بأنها موجة جديدة من حالات تسمم، والتي طالت المئات من التلميذات بأنحاء إيران في وقت سابق من العام.
ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن مسؤول أمني في أردبيل قوله “شمَّت الطالبات صباح اليوم رائحة كريهة وشعرن بالتهاب في الحلق وبالوهن، لذا أقدم أفراد الطوارئ على نقلهن على الفور إلى مراكز طبية”.
ونقلت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية عن رئيس لجنة لتقصي الحقائق في حالات التسمم المشتبه بها قوله إن من المتوقع أن تقدم اللجنة تقريرا إلى البرلمان في غضون أسبوعين تقريبا.
واتهمت السلطات “أعداء” الجمهورية الإسلامية باستغلال تلك الهجمات لتقويض المؤسسة الدينية، لكن الشكوك تحوم حول جماعات تنتهج تفسيرا متشددا للإسلام.
المصدر : وكالات