تجاوز عدد سكان العالم خلال الشهور الـ 12 الماضية حاجز المليارات الثمانية. وفي أبريل/نيسان الماضي، تخطت الهند جارتها الصين لتصبح الدولة الأكثر كثافة سكانية حسب إحصاءات الأمم المتحدة. علما بأن المنظمة الدولية تحيي في 11 يوليو/تموز من كل عام يوم السكان العالمي للفت الانتباه إلى أهمية قضايا السكان، وعلاقتها بمسألتي البيئة والتنمية البشرية.
وبينما تتواصل الزيادة المضطردة بعدد السكان، فإن معدلات نموه تتباطأ. ففي وقت سابق من هذا العام، حطمت كوريا الجنوبية مرة أخرى الرقم القياسي الخاص بها لأدنى معدل خصوبة في العالم، بينما سجلت دول أخرى في جميع أنحاء آسيا، بما في ذلك اليابان والصين أيضًا، أدنى معدلات ولادات.
كيف تضاعف عدد سكان العالم 3 مرات خلال 70 عاما؟
في العام 1955 كان عدد سكان العالم 2.8 مليار نسمة، وحاليا هذا هو مجموع سكان الهند والصين وحدهما.
ويظهر رسم بياني تفاعلي كيف تضاعف عدد سكان العالم 3 مرات من 2.5 مليار عام 1950 إلى 8 مليارات عام 2022. ويفيد إحصاء أجرته شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة أن عدد سكان العالم سيبلغ 9.7 مليارات بحلول العام 2050.
بحلول العام 2050 ستأتي، بعد الهند والصين، نيجيريا التي يتوقع أن تصبح ثالث دول العالم، من حيث الكثافة السكانية، تليها الولايات المتحدة، ثم باكستان، فإندونيسيا، ثم البرازيل، فجمهورية الكونغو الديمقراطية، فإثيوبيا، وصولا إلى بنغلاديش التي ستحل في المرتبة العاشرة.
معالم التزايد السكاني العالمي: يتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة بحلول العام 2050 حسب تقديرات الأمم المتحدة
يمكن التعرف على سكان بلد ما بعد الوقوف على 4 عوامل: الولادات، الوفيات، الوافدون، المهاجرون. فإذا كان عدد الولادات والوافدين يفوق عدد الوفيات والمهاجرين، فإن عدد السكان في نمو، وإذا حدث العكس فيكون عدد السكان في انخفاض.
عام 2022 شهد العالم ولادة 134 مليون طفل، مما يعني أن 367 ألفا كانوا يولدون كل يوم. ورغم أن الرقم يوحي بوفرة في الولادات، فإنه في الواقع الأقل نسبة في معدلاتها منذ العام 2001.
وبدوره شهد عدد الوفيات زيادة تدريجية ملحوظة على مستوى العالم من 50 مليون وفاة قبل العام 1990، إلى 58 مليونا عام 2019. وما لبث الرقم أن ارتفع بحدة مع انتشار جائحة كوفيد-19. فخلال العام 2020 سجلت 63 مليون حالة وفاة، والعام التالي ارتفع الرقم إلى 69 مليونا. وفي العام 2022 أشارت الإحصاءات إلى تسجيل 67 مليون حالة وفاة.
وبلغ حجم النمو الصافي لعدد سكان العالم 0.8%. وفي الخارطة المرفقة إيضاح لحجم الوفيات على مستوى العالم، ومعدل النمو السكاني للعالم خلال العام 2022.
هل يشهد بلدك نموا أم انخفاضا ؟
تعتبر أفريقيا القارة الأسرع نموا في العالم خصوصا بلدان مثل النيجر، أوغندا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنغولا، تشاد، مالي والصومال. ويتجاوز معدل النمو في الدول المذكورة نسبة 3%.
وعلى الجانب الآخر، تقع فئة السكان الأكثر تلاشيا في أوروبا وشرق آسيا. ودفعت نسبة الولادات الحكومات إلى استحداث باقة متنوعة من المبادرات المالية الهادفة لدعم الأمهات الجدد.
ويمثل الانخفاض السكاني والشيخوخة بدورهما تحديا لأسواق العمل ولاقتصاد هذه الدول بوجه عام. ففي كوريا الجنوبية على سبيل المثال يعرض على الأهل دفعة نقدية مقدارها 10آلاف و500 دولار في مسعى للحيلولة دون كارثة ديمغرافية واقتصادية تلوح في الأفق، بالنظر إلى أن الانخفاض السكاني والشيخوخة يمثلان تحديا لسوق العمل وللاقتصاد بصورة عامة.
وبموازاة ذلك فإن الانخفاض بعدد الأفراد في سن العمل سيترتب عليه إجراء إصلاحات كبيرة في الخدمات الاجتماعية وأنظمة الرعاية الصحية لاستيعاب السكان المسنين الذين يتزايد عددهم.
وللوصول إلى أفضل معيار لتقدير المعدل العمري لسكان بلد ما، يفضل تقسيمهم بالتساوي بين فئتي الكهول والشباب، والنظر في متوسط أعمار كل منهما.
ويفيد التاريخ المسجل بأن متوسط العمر العالمي أصبح الآن فوق سن 30 عاما. والجدول التالي يوضح المتوسط حسب كل بلد:
متى سجل التزايد السكاني العالمي بالمليارات؟
تضاعف عدد سكان العالم 8 مرات اعتبارا من العام 1800، فسجل المليار الأول عام 1804 ليصل إلى 8 مليارات عام 2022.
ويعزى هذا النمو إلى حد كبير إلى تطور الطب الحديث وتصنيع القطاع الزراعي، مما عزز سلاسل الإمدادات الغذائية العالمية.
المليار الأول عام 1804
المليار الثاني عام 1927 (تحقق بعد 123 عاما)
المليار الثالث عام 1960 (بعد 33 عاما)
المليار الرابع 1974 (تطلب 14 عاما)
المليار الخامس عام 1987 (تطلب 13 عاما).
المليار السابع عام 2011 (تطلب 12 عاما)
المليار الثامن عام 2022 (تطلب 11 عاما)
المليار التاسع – حسب تقديرات الأمم المتحدة عام 2037.
معالم التزايد السكاني العالمي – تزايد عدد سكان العالم 8 مرات منذ عام 1800 ، فسجل المليار الأول عام 1800، ووصل عام 2022 إلى 8 مليارات.
وبينما يستمر عدد سكان العالم في بلوغ مستويات عالية جديدة، أشار الخبراء الديمغرافيون إلى أن معدل النمو السنوي ينخفض باستمرار إلى أقل من 1%.
وبناءً على هذه التوقعات، من المرتقب أن يصل عدد سكان العالم إلى ذروته عند حوالي 10.4 مليارات شخص في ثمانينيات القرن العشرين، وأن يظل عند هذا المستوى حتى عام 2100.
المصدر: الجزيرة نت