قال الداعية الإسلامي الدكتور بلال نور الدين، أن برامج المقالب التي تنتشر في شهر رمضان المبارك، تمثل إشكالية شرعية، مضيفًا أنها تضيع الأوقات.
ويتزامن شهر رمضان سنويًا، منذ أعوام طويلة مع العديد من البرامج والمسلسلات، التي تنتج خصيصًا للإذاعة والتلفزيون والبث خلال لياليه.
وبعض هذه البرامج حققت شهرة واسعة، لكنها أثارت الكثير من الجدل أيضًا سواء من الناحية الدينية، أو الأخلاقية.
وقال الداعية للجزيرة مباشر، “أما عن برامج المقالب، وغير ذلك، فهذه فيها إشكال شرعي في الأصل، قبل أن يكون إشكالًا في تضييع الأوقات في رمضان، وإشكالها الشرعي في أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول، من غشنا فليس منا، والمكر والخديعة في النار”.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “لا يحل لمسلم أن يروّع مسلمًا”، و”هذه البرامج إن كانت صادقة ففيها الترويع، وإن كانت كاذبة ففيها المكر والخداع، وإنفاق المال بغير طائل”، على حد قوله.
وتخصص بعض برامج المقالب ميزانيات ضخمة، لاستضافة فنانين، ورياضيين وشخصيات شهيرة، وتضعهم في مواقف مخيفة، أو محرجة، لتعرض رد فعلهم على المشاهدين.
وقدرت ميزانيات هذه البرامج بملايين الدولارات، حيث نشرت صحف ومواقع مصرية، تقارير تقدر ميزانية برنامج مقالب شهير، بأكثر من 70 مليون دولار في العام.
وأشار دكتور بلال إلى أن الأموال الكثيرة التي يتم بذلها في إنتاج مثل هذه البرامج، وهي “أموال تنفق على الخديعة، وفي غير مصارفها التي أرادها الله تعالى، بوصف أن المال مال الله، ونحن مستخلفون فيه”، بينما هناك برامج أخرى تدل على الخير، وتوجه الأموال إلى نصرة المسلمين.
ودعا إلى تخصيص الأموال الكثيرة، والميزانيات الضخمة التي تنفق على هذه البرامج، لنصرة المسلمين وقضاياهم، كما دعا المسلمين إلى تخصيص أوقاتهم للذكر، والأعمال المفيدة، أو حتى متابعة البرامج التي تحقق فائدة ولو كانت فائدة دنيوية، والابتعاد عن المشاركة أو الترويج لكل ما يشيع الفساد، والانحلال الخلقي.
وكانت دار الإفتاء المصرية، والعديد من جهات الفتوى في العالم العربي، قد أصدرت فتاوى تحرم مثل هذه البرامج، وجاء في إحداها “أن الشّريعة الإسلامية نهت عن ترويع الناس، حتى ولو كان على سبيل المزاح، لقول النبي صلي الله عليه وسلم: «لَا تُرَوِّعُوا الْمُسْلِمَ فَإِنَّ رَوْعَةَ الْمُسْلِمِ ظُلْمٌ عَظِيمٌ»”.
المصدر: الجزيرة مباشر