الاختلاف بين البشر سنة كونية لا تلغي إنسانية الإنسان مهما اختلفت العقائد والأديان والمذاهب والاتجاهات الدينية والسياسية فلا ينبغي ضيق الصدور وتكفير الٱخر بل يجب نشر المحبة والسلام من أجل التعايش السلمي بين الجميع كما لا يجب استخدام عصى التكفير لان الأديان كفلت حرية المعتقد وضمان حقوق الأقليات في المجتمعات المختلفة ولكي يسود السلام الاجتماعي علينا استخدام اللين ونشر ثقافة الحوار والتسامح ورفض العنف والقسوة في المعاملات اليومية وهي من صميم الدين .
إن هذه الأمة التي أخرجت للناس عليها حشد كل الطاقات لتكون أمة وسطا وهذه الأمة هي من أخرجت قيادات مشهود لها بالوسطية والاعتدال وخدمت الأمة عبر التاريخ وحتى عند الاختلاف بين الأطراف في رقعة جغرافية يفترض مناقشة ما هي المٱخذ ويدور حول ذلك نقاشات تؤدي إلى القبول بالٱخر لا جلده وتعنيفه للوصل إلى قواسم مشتركة في العيش فهذا سلفي وذاك صوفي وهذا اخوان مسلمين فلكل رأيه وقناعته وعدم الأضرار به .
ومع الأسف تجد في المجتمع من يستخدم لغة التكفير والتخوين والإخراج من الملة عند اختلاف القناعات الفكرية وحتى المذهبية ونجد السلطات الحاكمة تستخدم اسلوب تقييد الحريات وتلغي حقوق المواطنة فنجد الطائفة البهائية في سجون صنعاء وحرمانهم من حقهم الفكري وفي الطرف الٱخر نجد الشرعية تزج بالمخالفين لها في السجون تحت مبرر التخابر مع الحوثي ويعمل الجميع على التضييق وقرصنة العقول وكل يدعي احقيته في نشر رأيه بالقوة بعد أن عجزت كل الأطراف في نشر السلام والغت مساحات التفكير الحر لكل مواطن .
وتتحمل السلطات والمجتمعات المحلية مسؤولية إعادة صياغة التفكير من أجل رفض التشدد والتطرف الديني وقبل إصدار الأحكام المطلقة يجب الحوار بين الأطراف وسماع أقوالهم وٱرائهم وعمل قاعدة مشتركة للعيش بسلام في المجتمع الواحد بدون شوفينية كما أن الأديان أقرت حقوق الأقليات في المجتمعات فما بالك عندما يكون الدين والمذهب واحد والاختلاف حول طريقة التفكير والفكر والرأي وإن كان مختلفا .
إننا نؤكد على القواسم المشتركة للنهوض بالأمة وصولا إلى حل مشاكل المواطن الحياتية اليومية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية والثقافية افضل من نشر الخلافات والصراعات وتفجير الأوضاع حتى في المجتمعات الصغيرة التي وصلت للحي والحارة والقرية والجيران والأهل والأسرة الواحدة وهكذا وضع يشتت الجهود وينشر الفوضى بمجرد اختلاف في وجهات النظر حول بعض القضايا الصغيرة فما المانع أن يكون جارك لا يوافقك الدين والمذهب و الراي.. لن تستقر المجتمعات إلا بنشر وعي التعايش والحوار الجاد واحترام الخصوصيات والقناعات وليكن الهم هو العيش المشترك ولكل رأيه.