قالت محافظة القدس، وهي جهة حكومية فلسطينية، إن مستوطنين إسرائيليين حولّوا منذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي مسجد عكاشة شمال غربي القدس، إلى كنيس يهودي، وزعموا أن فيه قبرا يعود إلى بنيامين شقيق النبي يوسف عليه السلام.
وفي تقرير من المكان، تكشف الجزيرة نت أن الجزء الذي جرى تحويله إلى كنيس بالفعل هو مبنى تعلوه قبة، وتدفن فيه جثامين قادة مسلمين، يجاور المسجد المخصص لأداء الصلوات والمغلق من قبل الاحتلال الذي حول ساحته إلى متنزه للمستوطنين.
ووضع المستوطنون شمعدانات داخل المقام ولفائف توراتية، ويصلون أمام شواهد قبور إسلامية مغطاة بأقمشة بيضاء.
وتنفي الرواية الإسرائيلية، التي تقف خلفها أطماع استيطانية، معالم المكان. فالمحراب والبناء المقوس والقبة، والقبور، كلها شواهد على تاريخ وهوية المكان الإسلامية. ولعل المئذنة تظل خير شاهد.
تاريخ ممتد
وفي عشرينيات القرن الماضي اقتحم يهود المسجد ودمروا محتوياته، ثم أغلق تماما بعد احتلال القدس عام 1948، وتحولت المنطقة من حوله إلى أحياء لليهود المتدينين.
يتحدث الباحث المختص في شؤون القدس إيهاب الجلاد عن تاريخ المكان وقصة القبور التي تعود إلى العهدين المملوكي والأيوبي، واستخداماته عبر العصور وفشل محاولات ترميمه.
ويقول الجلاد إن المسجد يعود بنائه الحالي إلى الفترة العثمانية، ويحظى بموقع إستراتيجي على طريق القدس-يافا، استخدمه المسافرون كمحطة استراحة.
ويشير إلى أن القبور الإسلامية تعود إلى أمراء وقادة عسكريين من الفترة المملوكية، وهم استنادا إلى كتاب “الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل”: الأمير الشهيد حسام الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس القيمري، ووفاته في العشر الأوسط من ذي القعدة عام 648هـ/1250م، والأمير ضياء الدين بن أبي الفوارس، ووفاته في العاشر من ذي القعدة عام 648هـ/1250م، والأمير حسام الدين خضر القيمري، ووفاته في 14 ذي القعدة عام 661هـ/1262م، والأمير ناصر الدين أبو الحسن القيمري، ووفاته في العاشر من صفر عام 665هـ/1266م، والأمير ناصر الدين محمد جابر بك، أحد أمراء الطبلخانة بالشام، وناظر الحرمين الشريفين بالقدس الشريف والخليل، وكانت وفاته في عام 776هـ/1374م.
المصدر : الجزيرة