ألقت شرطة نيويورك القبض على ٩ أشخاص وصفتهم “بالطلاب المتطرفين” أعمارهم تتراوح بين ١٩-٢١ عاما بعد مشهد فوضوي، اشتبك فيه شبان يهود من طائفة الحسيديم، وهي إحدى طوائف اليهود الأرثوذكس، مع شرطة الولاية بحي بروكلين.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء إن أحد أسباب اندلاع الفوضى مطلع هذا الأسبوع كان قضية مستمرة منذ عقود حول مستقبل أحد أبرز جماعات اليهود الحسيديم في نيويورك، عندما اشتبك فصيل لها معروف باسم ‘تشاباد-لوبافيتش’ مع الشرطة بسبب نفق تم بناؤه سرًا أسفل الكنيس الرئيسي للحركة.
تم اكتشاف النفق لأول مرة نهاية العام الماضي، وهو ممر سري تحت الأرض يربط بين مقر الحركة وأحد العقارات المجاورة. تدخلت سلطات الولاية بإرسال شاحنة نقل إسمنتي بهدف ردم النفق حفاظًا على سلامة المباني ظهر الاثنين الماضي، لتفاجأ بمحاولة بعض المتدينين من يهود الحسيديم عرقلة عملية ردم النفق.
تم استدعاء الشرطة، وأكدت رواية الضباط أنهم وجدوا مجموعة من الشبان يفترشون النفق بأجسادهم في محاولة لمنع ردمه. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة محاولة رجال الشرطة دخول النفق ومحاولة إخراج الشبان الذين يفترشونه، وهم من يهود الحسيديم.
وحاول الشبان اليهود مواجهة رجال الشرطة باستخدام المقاعد الخشبية بالكنيس، ما أدى لإصابة بعض الشرطيين واعتقال تسعة أشخاص.
خلافات بين فرق اليهود الحسيديم
ذكرت نيويورك تايمز أن من بين الأسباب التي دفعت الشباب المنتمين لطائفة اليهود الحسيديم إلى حفر النفق صراع يمتد إلى 30 عامًا على الأقل وهو موعد وفاة الحاخام شنيرسون، الزعيم السابق لحركة تشاباد لوبافيتش، وهي من أبرز فروق طائفة اليهود الحسيديم.
تأسست حركة تشاباد لوبافيتش في القرن الـ18 بالقارة الأوروبية قبل أن تستقر في بروكلين بولاية نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية، بقيادة الحاخام يوسف يتسحاق شنيرسون. بعد وفاته في عام 1950، تولى القيادة صهره ميناحيم منديل شنيرسون، الذي شهدت الحركة تحت قيادته نمواً هائلاً.
أسس شنيرسون العديد من المؤسسات التعليمية والدينية في بروكلين وجعل من مبنى 770 على الـEastern Parkway مركزاً روحياً وإدارياً للحركة.
تحت قيادة شنيرسون، أصبحت تشاباد لوبافيتش مؤثرة بشكل كبير في الحياة اليهودية العالمية، انطلاقاً من قاعدتها في بروكلين. لعبت دوراً محورياً في التعليم اليهودي، المبادرات المجتمعية، والاحتفالات الدينية، وأصبحت كراون هايتس مركزاً لأنشطتها الكبرى.
بعد وفاة شنيرسون عام 1994، واجهت المجموعة الحسيدية نزاعًا داخليًا حاداً ولم يتم تسمية أي خليفة له منذ ذلك الوقت. أحد أسباب الخلاف تعود لفصيل أصغر داخل الحركة يدّعي أن الحاخام هو في الواقع المسيح، وفق المعتقد اليهودي، ويعتقد البعض في تلك المجموعة أنه لم يمت أبدًا.
أشارت التقارير في الصحافة الحسيدية المحلية إلى أن مجموعة من الطلاب المسيحانيين، الذين يعتقدون أن شنيرسون هو المسيح ربما كانوا مسؤولين عن بناء النفق، والذي يعتقدون أنه وسيلة لاحترام الحاخام الذين يتحدثون عنه وكأنه حي بينهم.
ووفقاً لبيان صادر عن الحركة عبر موقع أكس، فإن مجتمع تشاباد لوبافيتش سيقوم بالتحقيق في الأعمال التي وصفها بـ’الشنيعة’، مؤكداً شكر الحركة لشرطة نيويورك على احترافيتهم وحساسيتهم في التعامل مع الموقف.
حتى الآن، لا يزال المقر العالمي لحركة تشاباد-لوبافيتش الواقع في 770 Eastern Parkway في كراون هايتس، بروكلين، مغلقاً بطوق أمني بهدف تقييم مدى أهلية الكنيس لاستقبال زواره بعد عمليات الحفر أسفله.
المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز