ينص الدستور اليمني المادة الثانية على أن الإسلام هو دين الدولة، وأن الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات، وينص على حرية الدين، وان المسلمين وأتباع الديانات الأخرى “غير الإسلام” يتمتعون بحرية العبادة وفقا لمعتقداتهم.
وتكفل المواد (41) و(42) و(48) تساوي المواطنين وحرية الفكر والحرية الشخصية، ويحدد القانون الحالات التي يجب فيها تقييد حرية مواطن ولم تشر إلى دين المواطن بالتحديد.
وعلى الرغم من أن حرية الدين والتدين في اليمن لها حق مكفول في الدستور والقانون، وان الإسلام هو دين الدولة في اليمن، إلا أن هناك عدداً من الديانات الأخرى التي تمارسها الأقليات: مثل اليهودية، والمسيحية، والبهائية، واجهت التحيز والامتهان وإساءة المعاملة والاعتقال والتهجير بسبب انتماءاتهم الدينية.
ويرى الكثير ان الدين متعدد ومتنوع وله تفسيراته المختلفة، والتي لا ينبغي أن يكون له مبررِّ ومشرِّع للتحامل على الآخر المختلف عنهم، فبعض التقارير تشير الى ان الاساءات المجتمعية والتمييز على أساس المعتقد الديني أو الممارسة زادت في اليمن خلال الفترة ما بين 2014 و2022.
فقد أصبحت بعض الأطراف في اليمن تتعامل مع من ليس مسلماً وكأنه غير مرحب به، على الرغم من انه ينتمي لأرض اليمن، والحث على قتله أو الاعتداء عليه او التعذيب، لإجباره على التخلي عن دينه او معتقده الذي نشأ عليه.
فمنذ دخول اليمن في تعقيدات سياسية عديدة، بدأت تظهر جماعات متعصبة دينياً تساهم في بث العنف والكراهية بين أوساط المجتمع اليمني، وأصبحت تدعو الى التفرقة والتمييز حتى ما بين الطوائف وليس فقط من يتبعون ديانات مختلفة، وهذا ما لاحظه المواطنون بعد ان كثر العداء فيما بينهم، سواء كان مستوى الحي الذي يعيشون فيه، او حتى على مستوى العائلة.
ويعرف المتعصب الديني بصفات تميزه عن غيره مثل: “السعي نحو نشر معلومات مغلوطة تخص معتقدات المجموعة أو ممارساتها، حتى لو كان من السهل التحقق من هذه الأخطاء وتصحيحها، والعمل على نشر الكراهية في جميع أنحاء المجموعة أو الأشخاص ممن هم حوله؛ فمثلًا التصريح أو الإيحاء بأن جميع أعضاء المجموعة غير جيدين، ويتصرفون بشكل غير أخلاقي.
وقد يتعمد الاستهزاء والتقليل من قيمة المعتقدات والممارسات التي تتبعها مجموعات دينية بأكملها، ويسعي في فرض المعتقدات والممارسات الدينية على الآخرين بالإجبار ومن دون موافقتهم أو إرادتهم، ويقلل من قيمة الأديان الأخرى وانها لا قيمة لها.
قال تعالى في كتابه الحكيم: “لكم دينكم ولي دينِ”. صدق الله العظيم؛ هنا إشارة عظيمة في القرآن الكريم تدل على ان هناك تنوع بين الناس حتى في اتباع دياناتهم منذ القدم، وليس علينا اجبار احد في اتباع دين معين او طائفة معينة، تجنباً لكل ما تم ذكره من عداء وكراهية وتهديد لحياة الاخرين.