No Result
View All Result
استمعت لشخص في فيديو، كان يحاول تفنيد طرح علي البخيتي ويقول بالمجمل إن الملحدين بلا أخلاق لأنهم بلا دين، ويؤكد إن الأخلاق تنشأ من القيم والمعايير الدينية، وهذه نظرة قاصرة غير واعية، وهو خطاب انفعالي يحتاج إلى توضيح التالي:
دعونا نتساءل أولًا: هل كل الأديان والمعتقدات تحتوي على نفس القيم والأخلاق؟ وعندما نقول كل الأديان فنحن لا نتحدث عن الديانات “السماوية” أو الديانات الإبراهيمية، ولكن عن كل الديانات ومنها الزرادشتية والهندوسية والبوذية والصابئية واليزيدية والبهائية والسيخية وغيرها من الديانات بأفرعها وطوائفها، وكذلك المعتقدات سواء كانت دينية أو لا دينية أو الحادية أو لا أدرية أو علمية.
لدينا قائمة طويلة من الديانات المتنوعة جغرافيا، وزمنيا، وهذا التنوع يفيد بالضرورة إلى أن معايير الأخلاق ليست دينية، لأن الأخلاق تعتمد بالأساس على سلوكيات المجتمع وقواعده المتعارف عليها، وهناك شواهد تاريخية كثيرة داخل المجتمع الإسلامي نفسه يؤكد كيف انتقل المجتمع من تصرفات إلى أخرى حتى بعد وفاة النبي محمد.
هناك شواهد حاليا يمكن الاستدلال بها في هذا الخصوص، لاسيما في المجتمعات التي تتعدد فيها الأديان والمعتقدات وتتشابه فيها طبيعة المجتمع العامة، كما أن هناك مجتمعات تنتمي لدين واحد ولكنها تختلف في السلوكيات من منطقة لأخرى، وهناك أيضًا مجتمع في دولة ما، يعتقد بدين ما، ولكن سلوكياته لا تتشابه بالمطلق مع مجتمع في دولة أخرى يعتقد بذات الديانة.
بالتالي:
لا يجب أن يتحدث أحد وكأن الجميع يشبهونه، أو وكأنه المخلوق الوحيد في هذا الكوكب الكبير.
أنا عموماً لا أدعم اطلاقاً ربط الأخلاق بالدين، لأن كل شخص يمثل نفسه، ولا يمثل دينه، فهذا الأمر قد يحمينا من التصوّرات أو الانطباعات المسبقة التي إما نكوّنها على آخرين، أو يتم تكوينها حولنا.
هناك أفراد في محافظة يمنية ما، يقومون بتزويج بناتهم قبل أن يبلغن سن الرشد (حماية لهن [والحماية هنا فضيلة: والفضيلة أخلاق])، وهؤلاء لا ينطلقون من دوافع دينية، بل عادات وتقاليد محلية، كما أنهم لا يمثلون جميع أبناء المحافظة بل أنفسهم، ولا يمكننا أبداً في هذه الحالة تعميم هذا التصرف أو ربطه في سياق ديني، ولكن يمكننا مناقشته دائما كثقافة محلية، والثقافة المحلية قابلة دوما للتبدّل، الآن أو لاحقاً.
No Result
View All Result