أثارت عبارات كتبت على الجدران، إحداها ضد اليهود في حي” لوفالوا بيري” بالعاصمة الفرنسية باريس، وأخرى ضد العرب في مدنية أجاكسيو بجزيرة كورسيكا، تنديدًا رسميًا وشعبيًا واسعًا.
وتناقلت مواقع التواصل الفرنسية صورًا للعبارات على واجهة أحد المطاعم اليهودية، تقول: “اليهود سارقون”.
أما في جزيرة كورسيكا، فقد نظّم قوميون مسيحيون مسيرة ضد ما أسموه “انعدام الأمن وانتشار المخدرات والآفات الاجتماعية”، وكتبوا على جدار إحدى البنايات عبارة “فليرحل العرب”.
وتعليقًا على حادثة المطعم اليهودي ندد وزير الداخلية الفرنسي جيرارد دارمانان، قائلًا: صدمت بشدة من هذه العبارات المعادية للسامية التي لا تطاق. بفضل ردة فعل الشرطة تم إلقاء القبض على الجاني المزعوم”.
وكتب السكرتير الأول للحزب الاشتراكي أوليفيه فور عبر حسابه على تويتر: “صورة تقشعر لها الأبدان لواجهة متجر تم وضع علامة عليها للإشارة إلى أن التاجر يهودي. نحن لسنا في ألمانيا في الثلاثينيات، ولكن في عام 2023”.
أما بالنسبة لحادثة كورسيكا، فكتب رئيس المجلس التنفيذي للجزيرة، جيل سيميوني، على منصة تويتر: “لا للمخدرات. لا لمن يبيعها أو يستفيد منها مهما كان أصله أو وضعه الاجتماعي. لا أيضًا، باسم القيم العالمية لشعب كورسيكا وتاريخه، للاستغلال العنصري وكراهية الأجانب في مكافحة المخدرات”.
ورفض الناشط إبراهيم تمسماني عبر حسابه على تويتر الصمت المطبق من السلطات المحلية في كورسيكا على غرار عمدة مدينة أجاكسيو ستيفان سبارجيا، وعمدة مدينة بورتو فيكيو جاك أنجليني رغم أن الكتابات جاءت علنًا، وأمام “الكاميرات” في المسيرة.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية جيرارد دارمانان كان قد أمر بحل حزب (سيفيتاس) الكاثوليكي بسبب “معاداة السامية“ بعد ما طلب عدد من أنصاره سحب الجنسية من اليهود الفرنسيين.
ورغم أن القانون الفرنسي يتضمن مواد مناهضة للعنصرية، ويمنح المواطنين جميعهم معاملة متساوية بصرف النظر عن الأصل أو العرق أو الدين، إلا أن هناك مشاعر متنامية في أن فرنسا تعاني من تزايد معدلات العنصرية.
وأفادت اللجنة الفرنسية لحقوق الإنسان أن 8% من الفرنسيين يعتقدون أن بعض الجماعات العرقية أعلى مرتبة من الأخرى، وأن الهجمات التي شهدتها باريس عام 2015 أدت إلى زيادة انتشار الإسلاموفوبيا، في حين أدى رد الفعل الاجتماعي ضد المسلمين إلى زيادة عدد الأعمال العنصرية.
وفقًا لإحصائيات اللجنة، فإن 34% من الفرنسيين ينظرون إلى الإسلام نظرة سلبية، و50% منهم يعدونه تهديدًا للهوية الوطنية، ويعتقد 41% من السكان أن علاقة اليهودي بالمال فقط، و20% منهم يعتقدون أن لليهود سلطة كبيرة في فرنسا.
المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + مواقع فرنسية