ازدادت حدة خطاب العنصرية في الانتشار داخل تركيا، في ظل دعوات تحريضية ضد الأجانب عموما والعرب والسوريين خصوصا، انتشرت الحملة مع الانتخابات الرئاسية الماضية وزادت في الآونة الأخيرة، خاصة مع الدعوات التي يطلقها أوميت أوزداغ زعيم حزب النصر وهو حزب قومي أُسس عام 2021.
وأوزداغ من أكثر الشخصيات السياسية التركية التي تركز على موضوع اللاجئين ويتخذ من خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين والمهاجرين غير النظاميين شعارات لحزبه.
الجزيرة مباشر التقت بعض المواطنين في مدينة إسطنبول لاستطلاع آرائهم بشأن هذه القضية ومدى تأثيرها في العلاقة بين مكونات المجتمع.
فقال أحد الأتراك إن العنصرية مرفوضة تمامًا في ثقافة العائلات التركية، مؤكدًا أنهم يحاولون العيش وفقًا لتعاليم الإسلام.
وأضاف “هذه القضية تم تضخميها بسبب الضغط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والشعارات الفارغة من بعض الأشخاص”.
من جانبها، رفضت إسراء -مصففة شعر- التصريحات التي يطلقها أوزداغ، لأن أفعاله تتناقض تمامًا مع تصريحاته.
ووصفت إسراء، أوميت أوزداغ بـ”عدو العرب” مؤكده أن الدين الإسلامي قام بتحريم العنصرية، وأشارت إلى الحديث النبوي “لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى”.
وتابعت ” أردوغان دائمًا ما يشير عند حديثه على قضية اللاجئين بالقول.. هم المهاجرون ونحن الأنصار”.
وقال آخر إن العنصرية موجودة في تركيا ودول العالم كافة لافتًا إلى أن العنصرية التي يغذيها أوزداغ تضر بالمجتمع.
مع الأسف مافي ولا جهة رسمية سورية "معارضة" حكت ع موضوع ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا.. ليش؟
رح قدّم حل لموضوع اللاجئين السوريين بدول الجوار .. بهادا الحل بيرجعوا كل اللاجئين ع سوريا بدون ترحيل أو "عودة طوعية" pic.twitter.com/8yauVtE9fy
— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) July 21, 2023
وقال عمر الفاروق “العنصرية مثل الفيروس تلتصق بأذهان الناس، وتركيا على مر تاريخها كانت دائمًا في خدمة الجميع”.
وندد الفاروق بخطابات العنصرية داعيًا إلى نبذها في تركيا، لأنه لا يمكن قبول مثل هذه الأفكار بين المسلمين فهم أمة واحدة.
وشدد على أن من يعملون بأخلاق الإسلام من المستحيل أن يمارسوا العنصرية.
وأرجع أحد أبناء الجالية السورية دعوات العنصرية إلى “الجهل”، مشيرًا إلى أنها أثرت في العلاقات بين العرب والأتراك.
فيما رأى آخر أنه لا وجود للعنصرية في تركيا إزاء الجالية العربية، مؤكدًا أنه لم يجد سوى المعاملة الطيبة في هذا البلد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد استشهد بتصريحات أب سوري لإحدى القنوات التركية للرد على خطاب الكراهية ضد اللاجئين في تركيا.
ونقل أردوغان عن الأب السوري قوله “اقتلونا.. لجأنا لكم إخواننا من أجل التخلص من مجازر الأسد، وإن كنتم لا تقبلوا بنا فاقتلونا”.
وعلّق قائلًا “المسلم التركي لا ينحاز لخطاب الكراهية ضد المهاجرين، ولا ينبغي أن نحكم على المهاجرين على أساس لونهم وأصلهم ودينهم”.
وأضاف “هذا موقف وجداني ورثناه عن أسلافنا، ولن يتمكن أي فتَّان ولا محرض من تغيير هذا الموقف الوجداني”.
ونهاية مايو/أيار الماضي، أعلنت إدارة الهجرة التركية أن إجمالي عدد الأجانب في البلاد يبلغ 4 ملايين و990 ألفًا و663 شخصًا.
وذكر بيان صادر عن رئاسة إدارة الهجرة، أن عدد السوريين الموجودين في البلاد تحت الحماية المؤقتة يبلغ 3 ملايين و381 ألفًا و429 شخصًا.
وأفاد البيان أن عدد السوريين الذين عادوا طواعية وبشكل آمن ومشرف إلى بلادهم بلغ 554 ألفًا و114 شخصًا.
وأشار إلى أن عدد الأجانب الخاضعين للحماية الدولية بلغ 300 ألف و720، فيما بلغ عدد الأجانب المقيمين بتصريح إقامة مليون و308 آلاف و514 نسمة.
وبذلك بلغ العدد الإجمالي للأجانب في تركيا 4 ملايين و990 ألفًا و663، وفق البيان.
المصدر : الجزيرة مباشر