احتفل المسلمون في أنحاء العالم ببداية العام الهجري الجديد 1445 اليوم الأربعاء، وهي ذكرى ترتبط بهجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
وتتفاوت احتفالات العام الهجري من بلد لآخر، ففي حين تحتفل بعض الدول الإسلامية عبر فعاليات رسمية وشعبية تشمل إقامة ندوات ودروس دينية، كما تدرج بعضها هذا اليوم ضمن قائمة العطلات السنوية، فإن دولا أخرى لا تشهد أي مظاهر احتفالية بهذه المناسبة.
ويرتبط ذلك باتباع البعض مذاهب تعتبر الاحتفال ببداية السنة الهجرية نوعا من البدع غير المستحبة، بينما يرى آخرون أن الاحتفال هو في حقيقته احتفال بحدث حاسم في تاريخ الإسلام، وهو هجرة الرسول من مكة التي كان يتعرض فيها مع أصحابه للتضييق والاضطهاد إلى المدينة المنورة التي انتشر منها الإسلام ليدخل الناس في دين الله أفواجا.
لكن هذا التباين في الرؤى لم يمنع القادة وكبار المسؤولين في الدول الإسلامية من تبادل التهاني بهذه المناسبة.
مظاهر مختلفة
في السعودية، جرت العادة على إكساء الكعبة المشرفة ثوبها الجديد مع أول أيام العام الهجري، حيث يشرف فريق مختص على أعمال الفك ومراحل تبديل ثوب الكعبة الأساسية المتمثلة في رفع الثوب القديم، ونزع المذهبات، واستبدال الثوب الجديد بالقديم، وأخيرا إسدال الكسوة.
وفي مدينة القدس المحتلة، بدأ توافد الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى منذ الصباح لإحياء الاحتفال بالعام الهجري الجديد، حيث تحيي دائرة الأوقاف الإسلامية اليوم في رحاب الأقصى بسلسلة من المواعظ والدروس والابتهالات الدينية بحضور شخصيات دينية مقدسية.
وفي مصر، أقامت وزارة الأوقاف احتفالها المعتاد بهذه المناسبة، وذلك في مسجد الإمام الحسين بحضور نواب عن رئيس الجمهورية وشيخ الأزهر إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين.
أما المغرب، فيستقبل مواطنوه السنة الهجرية الجديدة باحتفالات بالمديح النبوي تحتضنها المسارح والمساجد والزوايا، في حين تشهد الأسواق رواجا تجاريا ملحوظا.
ومن المظاهر المرتبطة بالسنة الهجرية الجديدة في المغرب، يحرص المواطنون على إخراج زكاة المال أو ما يسمى “العشور” سواء نقدا أو عينا، إذ جرت العادة أن يخرج التجار والفلاحون زكواتهم في شهر محرم أول أشهر السنة الهجرية.
وفي الجزائر، يطلق على أول يوم في السنة الهجرية “رأس عام العرب”، فلطالما ربطوه بهويتهم العربية الإسلامية، إذ كانوا يميزونه عن السنة الميلادية بتسميتها “عام القور” أو “عام الفرنسيس” ويعود ذلك لما ورثوه من الحقبة الاستعمارية الفرنسية.
وفي أول أيام هذا العام، تستغل العائلات يوم العطلة الرسمية بالتجمع في “الدار الكبيرة” بيت الجد والجدة، ويتبادل الجيران الأطباق والتهاني ويتمنون أن تكون سنة خير وافر.
كما يعتبر “الحمام التقليدي” من عادات النسوة في الجزائر، حيث يجتمعن صبيحة يوم رأس السنة الهجرية، يرددن الأغنيات الشعبية القديمة التي تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي تونس، يستغل الشعب التونسي الإجازة الرسمية، إذ يزورون المساجد ويشاركون في الصلوات والدروس الدينية كما يتلى القرآن الكريم. كما تكثر في هذا اليوم الزيارات العائلية بين الأقارب.
كذلك تُنظم أحداث ثقافية ودينية في هذا اليوم الخاص، حيث تقام المعارض والمهرجانات التي تعبر عن الهوية الإسلامية والثقافة التونسية.
ومن بين العادات التي تكثر في تونس حفلات عقد القران ومراسم الخطوبة والهدايا بين المخطوبين، لأن كثيرا من الأسر تعتقد أن هذا اليوم هو طالع خير.
المصدر : الجزيرة