مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (UN_HRC) يعتمد مشروع القرار L.23 (بصيغته المنقحة شفويا) بشأن “مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداء أو العنف”، بأغلبية 28 صوت، مقابل رفض 12 دولة للقرار، وامتناع 7 آخريات عن التصويت.
وذلك بعد ان اتجه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة نحو تصويت مثير للانقسام اليوم الأربعاء بشأن الكراهية الدينية في أعقاب حرق القرآن في الآونة الأخيرة، حيث تشعر بعض الدول الغربية على مضض أن مشروع القرار يتعارض مع حرية التعبير.
وكانت قد دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا الأمم المتحدة الثلاثاء إلى التصويت ضد مشروع قرار باكستاني بشأن أعمال الكراهية الدينية مثل حرق القرآن، معتبرة أنه يعرض حرية التعبير للخطر.
وطالبت دول عدة بينها فرنسا وألمانيا مزيداً من الوقت للتفاوض والتوصل إلى توافق، لكن باكستان قدمت مع ذلك قرارها بعد حوالي أربع ساعات من النقاش في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وقال السفير البلجيكي مارك بيكستين دو بويتسويرف باسم الكتلة الأوروبية إن “مسألة تحديد الخط الفاصل بين حرية التعبير والتحريض على الكراهية معقدة”. وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي لا يملك خياراً آخر سوى طلب التصويت على القرار”.
وكانت باكستان قد طلبت هذا النقاش باسم عدد من دول منظمة التعاون الإسلامي بعدما أحرق سلوان موميكا وهو لاجئ عراقي في السويد، في 28 حزيران/يونيو صفحات من المصحف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم وخلال يوم عيد الأضحى.
وسمحت الشرطة السويدية بالتجمع الذي تم خلاله حرق صفحات من القرآن لكنها فتحت لاحقاً تحقيقاً في “تحريض ضد مجموعة عرقية” لأن عملية الإحراق جرت أمام مسجد. ما أثار هذا الحادث سلسلة من ردود الفعل في العالم الإسلامي.
“استثناء”
يتضمن مشروع القرار إدانة “لكل دعوة أو تعبير عن كراهية دينية بما في ذلك الأفعال الأخيرة، العلنية والمتعمدة التي أدت إلى نزع القدسية عن القرآن”، ودعوة البلدان إلى اعتماد قوانين تمكنها من تقديم المسؤولين عن هذه الأفعال إلى القضاء.
ويطلب من الأمم المتحدة تحديد البلدان التي ليس لديها مثل هذا التشريع وتنظيم طاولة مستديرة للخبراء لبحث الموضوع.
وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن “خطاب الكراهية بجميع أنواعه يتزايد في كل مكان”، داعياً إلى مكافحته من خلال الحوار والتعليم.
وأضاف أن “الخطب والأفعال التحريضية ضد المسلمين ومعاداة السامية والأفعال والخطب التي تستهدف المسيحيين – أو الأقليات (…) هي مظاهر عدم احترام كامل”. ووصفها بأنها “مسيئة”.
المصدر/ يورونيوز