قال المفكر السويسري والباحث الإسلامي ذو الأصول العربية طارق رمضان، إن تهمتي الاغتصاب والإكراه الجنسي التي لاحقتاه هما نتيجة استهداف مبني على “ما يمثله من معتقدات وأفكار”.
وبرأت محكمة سويسرية رمضان (60 عامًا) في مايو/أيار الماضي من اتهامات “الاغتصاب والإكراه الجنسي” في واقعة تعود تاريخها لعام 2008، حيث قضت بعدم وجود دليل ضده.
وسيتلقى رمضان أيضًا تعويضات من كانتون جنيف الذي يقع في أقصى جنوب غرب سويسرا بقيمة 151 ألف فرنك سويسري (154.400 يورو).
ووصف رمضان مقابلة مع وكالة الأناضول ما يواجهه بأنه “قضية سياسية قبل أن تكون قانونية”، وقال: “كان لدي انطباع في بعض الأحيان أنهم لا يحاكمونني باعتباري مجرد رجل، بل الأمر متعلق بما أمثله”.
وأوضح أن هذه القضية لو لم تكن مرتبطة باسم طارق رمضان “لما كان لها وجود من الأساس”، مبينًا أن المحكمة السويسرية التي مثل أمامها حرصت على الحكم عليه “كمواطن سويسري فقط، ونسيان اسمه”.
وتحدث عن أن بعض الشخصيات التي وجهت له اتهامات شديدة “قريبة من اليمين المتطرف الذي يدعم مارين لوبان (زعيمة التيار اليميني في فرنسا)”.
وعلى هذا النحو، رأى رمضان أنه يتم استهدافه كونه “شخصية مسلمة تقر بوجود أوربيين يؤمنون بالعقيدة الإسلامية”.
تبرئة المفكر الإسلامي #طارق_رمضان في #سويسرا من تهمة الاغتصاب
لتخطي الحجب https://t.co/UKpqUdioQs
للمزيد https://t.co/q3FhZQOU3P
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 25, 2023
وسعى رمضان جاهدًا طوال مدة محاكمته والإجراءات التي رافقتها إلى الكشف عما وصفه بـ”مكيدة” المدعيات ضده، وارتباطهن بالكاتبة الفرنسية كارولين فوريست، المدافعة عن التوجه العلماني، ومؤلفة كتاب ينتقد طارق رمضان بشكل خاص.
وتابع: “تبين أن جميع المدعيات يعرفن بعضهن البعض، وأنهن على اتصال بأعدائي الأيديولوجيين كارولين فورست، وآلان سورال، والمصور جان كلود ألفاسي، حيث يسعين إلى هدم حياتي المهنية وتشويه سمعتي”.
ووفقًا للمفكر الإسلامي، اتضح خلال المحاكمة التي جرت أوائل مارس/آذار في مدينة جنيف، أن صاحبة الشكوى السويسرية “كانت على اتصال أيضًا بالمشتكين ضده في فرنسا وبكارولين فوريست”، وهو ما أنكرته الأخيرة في أحد اللقاءات التليفزيونية.
ومنذ حصوله على حكم البراءة، ضاعف رمضان من استخدامه لمنصات الإنترنت، وعاد مجددًا إلى حياته على الشبكات الاجتماعية، وحتى إلى الجلسات التدريبية.
Acquitté, finalement
Depuis cinq ans, je me bats contre de fausses accusations. Les medias et le jugement populaire m'ont présenté comme un violeur, un agresseur et/ou un prédateur.
Aujourd'hui, la justice suisse vient de reconnaître non seulement mon innocence, mais également… pic.twitter.com/roomuGzGhF
— Tariq Ramadan (@TariqRamadan) May 24, 2023
وعند سؤاله عن طبيعة علاقته بالمسلمين، ذكر أن الانتقادات التي كانت توجه له وتشكك من قيمه الأخلاقية وعلمه “كانت بمثابة استراتيجية سياسية واضحة من أجل تشويه سمعته وعزله عن المسلمين”.
وشدد رمضان على أن هذه الاستراتيجية “فشلت” في إبعاده عن المجتمع المسلم، وأصابت داعميها بـ”خيبة أمل”.
ولفت إلى وجود حاجة ملحة لوجود شخصية إعلامية يمكن للمسلمين التعرف إليها والاستماع لها، في ظل سياسة الدولة الفرنسية تجاه الأقلية المسلمة التي وصفها بأنها “مقلقة” بشكل خاص.
وختم حديثه قائلًا: “لن أتوقف لأنني كرست حياتي لإيصال هذه الرسالة”.
ويحمل رمضان شهادة دكتوراه من جامعة جنيف، كما كان أستاذًا في الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وأستاذًا ضيفًا في جامعات أخرى في عدد من الدول.
المصدر : وكالات