كشفت منصة (تاجماعت) المهتمة بقضايا الإسلاموفوبيا والعنصرية في فرنسا، أمس الاثنين، عن تحقيق يتعلق بمدى تغلغل اليمين المتطرف عبر تلغرام، واستخدامه للتطبيق في الترويج لأفكاره والتحريض ضد العرب والمسلمين.
وأضافت المنصة أن الأمر يتعلق بنحو 20 منظمة صغيرة يقوم الناشطون المنتمون إليها -وأغلبهم من اليمين المتطرف والنازيين الجدد- بعمليات التسلل إلى المواقع والمنصات الإلكترونية في فرنسا والدعوة لقتل المسلمين، مشيرة إلى وجود جنود من الجيش وأفراد الشرطة في هذه المجموعات التي تعمل بأنحاء فرنسا كافة.
🚨 THREAD – Une vingtaine de groupes néo-nazi infiltré, appel aux meurtres, menace de mort contre un élu, ratonnades, des centaines de personnes impliquées dont des militaires et policiers.
Notre enquête choc sur le groupuscule «FRDETER». #FRDeterGate pic.twitter.com/NfyXLLV3NW
— Tajmaât (@Tajmaat_Service) April 2, 2023
وما زالت تداعيات التحقيق الأخير الذي أزاح الستار عن حملات التحريض التي يقودها اليمين المتطرف بفرنسا تلقي بظلالها عبر المنصات، بعدما أمر وزير الداخلية الفرنسي جيرارد دارمانان بالتحقيق في الأمر وتقديم الجناة إلى القضاء.
وقال دارمانان على حسابه في تويتر إنه أصدر تعليمات خاصة من أجل إغلاق منصات وحسابات جميع مجموعات اليمين المتطرف التي روجت لخطابات العنصرية والعنف ضد العرب والمسلمين في فرنسا.
Sur mon instruction, la demande de fermeture de ce groupe Telegram, sur lequel des propos racistes et des appels à la violence étaient échangés, a été engagée. Les services @Interieur_Gouv travaillent à identifier et poursuivre les auteurs, en lien avec l'autorité judiciaire. https://t.co/rOcEZ4RuJw
— Gérald DARMANIN (@GDarmanin) April 3, 2023
وأضاف دارمانان أن وزارة الداخلية تعمل بالتنسيق مع الجهات القضائية، من أجل التعرف على الجناة لمحاسبتهم ومحاكمتهم، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر خاص أن أغلب مؤسسي هذه المجموعات معروفون لدى السلطات.
من جهته، اعترف الوزير المنتدب المكلف بوزارة ما وراء البحار جان فرنسوا كارونكو خلال جلسة نقاش نظمها تحالف اليسار في البرلمان باختراق جماعات اليمين المتطرف “والنازيين الجدد” لمختلف هيئات وأجهزة الجيش والشرطة.
وكشف الوزير أن أفراد الأمن الذين يتورطون في آراء أو أفكار تتعلق باليمين المتطرف وغيرها سيخضعون لعقوبات داخلية تسلطها عليهم مفتشية الشرطة، نافيا في السياق ذاته متابعتهم قضائيا.
وذكر النائب عن حزب الخضر أوريليان تاشي خلال مداخلته في الجمعية الوطنية الفرنسية أن “الإرهاب الذي يمارسه اليمين المتطرف” بات خطرا حقيقيا يهدد الديمقراطية في فرنسا ومختلف الدول الأوربية.
وقال تاشي إن مكاتب الاستخبارات الفرنسية كشفت عن وجود نمو متسارع لليمين المتطرف والنازيين الجدد في فرنسا، وإن 1500 فرد من هؤلاء وُضعوا تحت المراقبة الأمنية المشددة لأنهم يشكلون مصدر خطر على البلاد.
وأضاف أن قوات الأمن الفرنسية “تمكنت خلال الأشهر الماضية من إجهاض 7 عمليات إرهابية” لأفراد ينتمون إلى اليمين المتطرف كانت تستهدف الأمن والسلم الاجتماعي في البلاد.
يُذكر أن اليمين المتطرف الفرنسي ممثلا في حزب الجبهة الوطنية ذي الاتجاه المعادي للإسلام والمسلمين والمهاجرين وكل ما لا يدعم الثقافة العامة الفرنسية، يمثل توجها سياسيا قويا، وقد احتلت رئيسة الحزب مارين لوبان المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
المصدر : الجزيرة مباشر