No Result
View All Result
يقول منديلا: “لا يوجد إنسان ولد يكره إنسانا آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه.. الناس
بإمكاننا تعليمهم الحب، خاصة أن الحب تعلمت الكراهية وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية إذاً
أقرب لقلب الإنسان من الكراهية”.
في يوم ما حدث معي موقف مازلت أتذكر تفاصيله إلى الآن، في إحدى مواصلات مدينة صنعاء
صعدت بجواري امرأة كبيرة في السن لبسها كلبس أمهاتنا المعتاد، إلا أنه مهترأ من الفقر ومتسخ
من العمل ولونها الأسود الذي عرفته من يدها الخشنة من الشقاء، ومن الطفل الذي كانت تحمله
وكما يبدو لا يتجاوز الخمسة أعوام. عرفت حينها أ نها ممن يطلقون عليهم في صنعاء لقب
(أخدام).
تساءلت في نفسي وأنا أراها أخذت طرف المقعد مكان. خجله من أن تجلس بجواري كما يجلس
أي إنسان، لما خائفة؟ وما بالها ترمقني بنظرة الخوف والحذر، لم أفهم منها غير الإنكسار
وعبودية مازالت تعيش ويلاتها هذه الأم وطفلها.
فأشرت لها بأن تجلس بجواري باطمئنان، لكنها فزعت مني ظنن منها أني أقول لها أن تبتعد مني. فيبدو أن هناك من طردها من جواره يوما ما.
من أقنعها أنها ولدت أقل فقط لأن لونها أسود ولأنها أفقر، وربما لأنها ليس لها من المال ما تبدو
به بمنظر مماثل للناس فالناس في زمننا مستويات. وضعت يدي على كتفها وقربتها مني لأقول
لها يا خالة أجلسي بجواري ولا تخافي مازالت الدنيا في خير.
و هناك من يؤمن أن التمايز بين الناس بما يفعلون ويختارون، كل ما أتذكر هذا الموقف أقف حائرة على من ألقي اللوم؟! هل على المجتمع الذي قسى على هذه المرأة فصدقت اننا نولد سادة وعبيد؟ أم ألومها هي أنها لم تكفر بفكرة العبودية ولم تحارب لتعامل معاملة إنسان؟.
ومازلت أتساءل من أنشأ الناس على الكراهية، والخوف، والعبودية؟ وإلى متى سنظل نرى
من حولنا بعيون الأسياد والعبيد؟.
No Result
View All Result