في بلدة أمزميز في ضواحي مراكش وسط المغرب، انخرطت فاطمة (49 عاماً) منذ يوم الجمعة في جهود مضنية للبحث عن زوجها المفقود تحت ركام أنقاض أحد المباني في مراكش، وسط مشاركة واسعة من أبناء البلدة في جهود الإنقاذ.
ومنذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال سعت فاطمة وأبناء الحي للوصول إلى مكان زوجها الذي على الرغم من معرفتها بموقعه بشكل محدد لم تتمكن من الوصول إليه.
يتعاون السكان في رفع الأنقاض بحثاً عن ناجين.
ومع وصول الآلات الثقيلة من أجل المساعدة وإنقاذ الضحايا تولّت إزاحة الأحجار الكبيرة، فيما تشارك فاطمة في إبعاد الأحجار الصغيرة وهي مشغولة البال.
وغير بعيد عن مسكن فاطمة وزوجها المفقود، انخرطت بقية الأُسَر في البحث عن ذويهم تحت الأنقاض، في سباق مع زمن تقلّ فيه فرص الحياة ساعة بعد أخرى.
المأساة في أمزميز
وتعد أمزميز من المناطق التي تضررت بشكل كبير جرّاء الزلزال، وتحديداً على مستوى الدمار الذي لقيته المباني وعدد الضحايا الكبير.
لم تجلس فاطمة منذ تباشير الصباح الأولى، كغيرها مثل أهالي البلدة الذين يفترشون العراء، لا سيما أن جزءاً كبيراً من المباني سقط، وأجزاء أخرى تشققت، وسط خوف من حدوث ارتدادات للزلزال قد توقع مزيداً من الخسائر.
يسابق السكان الوقت على أمل الوصول إلى ناجين.
قصة فاطمة تتكرر في أكثر من منطقة، خصوصاً أن الزلزال ضرب عديداً من القرى والبلدات في أقاليم مختلفة، مما يصعب عملية الإنقاذ والبحث وتوزيع المساعدات.
في المناطق المتضررة ما زالت الأُسَر تبحث عن مساعدات وأخرى عن خيام تأوي إليها، ولكن الأصعب هو البحث المستمرّ عن مفقود تحت الأنقاض، مثل فاطمة التي نسيت كل شيء وانصبّ كل اهتمامها على إنقاذ زوجها، كسباً لوقت لا يقدَّر بثمن.
يواجه السكان تحديات كبيرة ليس أقلّها نقص المعدّات والخبرات في التعامل مع الكارثة.
وبلغت قوة زلزال المغرب في 8 سبتمبر/أيلول الجاري 7 درجات بمقياس ريختر، ضارباً عدة مدن شمالية ووسطية، منها العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن المملكة) ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت، حسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه “الأعنف منذ قرن”.
ووصلت حصيلة ضحايا الزلزال إلى 2122 قتيلاً و2421 جريحاً، بينهم 1404 حالاتهم خطيرة، بالإضافة إلى الدمار المادي الكبير.