طالبت منظمة العفو الدولية بضرورة الكشف عن مصير المفقودين في 4 دول عربية لطالما شهدت نزاعات وأزمات، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للمفقودين والمختفين قسريًا.
وخلال فعالية في بيروت، اليوم الأربعاء، حضرها أفراد عائلات مفقودين من كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، قالت نائبة المديرة الإقليمية في منظمة العفو آية مجذوب لوكالة الأنباء الفرنسية إن “هذه الدول في الشرق الأوسط لديها عدد كبير جدًا من المفقودين والمختفين، وهي دول فشلت حكوماتها المتعاقبة في اتخاذ أي إجراء يضمن حقوق العائلات”.
ويُعد العراق، وفق منظمة العفو الدولية “أحد البلدان التي تضم أكبر عدد من المفقودين في العالم” جراء أزمات متتالية تهزه منذ عقود، وقدّرت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن بين 250 ألفًا ومليون شخص اختفوا منذ 1968 في العراق، الذي تنتشر فيه المقابر الجماعية.
وقالت الناشطة العراقية في ملف المفقودين وداد شماري، وابنها مفقود منذ 2006 “كنت متظاهرة واحدة حتى التقيت بكثر مثلي يشاركون معانتي”.
أمضت أسر المخفيين في هذه الدول حتى الآن ما مجموعه أكثر من مليون سنة بانتظار أجوبة بشأن مصير أحبائها، بينما تستخدم سلطات تابعة للدولة وجهات فاعلة غير تابعة للدولة الاختطاف والإخفاء كطريقة لسحق المعارضة، وتعزيز سلطتها، وبث الذعر داخل المجتمعات، في ظل إفلات من العقاب في معظم الأحيان
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) August 30, 2023
“أولادنا ليسوا للسجون”
ومن سوريا، التي تشهد نزاعًا داميًا منذ 2011 إثر اندلاع احتجاجات ضد النظام، انتقدت المعتقلة السابقة فدوى محمود المجتمع الدولي “لعدم جديته” في ملاحقة قضايا المفقودين، وقالت “كانت لدينا أحلام كبيرة في 2011، لكننا دفعنا ثمنًا باهظًا”، وأضافت “أولادنا ليسوا للسجون وليسوا للمعتقلات”.
واعتقلت السلطات السورية في 2012 زوج فدوى المعارض عبد العزيز الخير وابنها ماهر طحان، ولم تسمع عنهما خبرًا منذ ذلك الحين ويعدّان مخفيين قسريًا.
ولا يزال مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمخطوفين والمعتقلين لدى أطراف النزاع كافة، وخصوصًا في سجون النظام السوري ومعتقلاته، مجهولًا.
ثقافة الإفلات من العقاب
ومن اليمن، قالت الناشطة في “رابطة أمهات المختطفين” نجلاء فاضل “اتخذنا على أنفسنا عهدًا أن نناضل حتى خروج آخر مختطف”، برغم تعرض أعضاء الرابطة “للتهديدات والضرب” خلال تظاهرات للمطالبة بمعرفة مصير أحبائهم.
وأوضحت خلال المؤتمر أن الرابطة التي أسست في 2016 تعاني من تدني الوعي الحقوقي والقانوني، ما يحول دون تبليغ الأهالي عن مفقوديهم، فضلًا عن انتشار ثقافة الإفلات من العقاب.
ويشهد اليمن نزاعًا داميًا منذ أواخر 2014 بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، ووثقت المنظمات الحقوقية 1547 مفقودًا ومخفيًا في اليمن منذ 2015.
أكثر من مليون عام…
هذا الحاصل الكلي لعدد الأعوام التي أمضتها كل أسر المخفيين في الشرق الأوسط في انتظار عودة أحبائها.
في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، جمعت منظمة العفو الدولية قصص ومطالب أسر المخفيين في #سوريا، و #العراق، و #لبنان، و #اليمن 👇#AMillionYearsWaiting pic.twitter.com/z6HPrOuBXU— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) August 30, 2023
مفقودون منذ عقود
وفي لبنان، لا تزال معاناة الأهالي مستمرة لمعرفة مصير أكثر من 17 ألف مفقود منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، وقد أقر البرلمان في 2018 هيئة وطنية مستقلة لتقفي أثر المفقودين، لكن عملها يبدو مليئًا بالعقبات.
وقالت رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني “حقنا لن نتخلى عنه ولن نساوم أو نفاوض عليه”.
المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية