أمام نصب واشنطن التذكاري (مسلة واشنطن) في منتصف المسافة تقريبا بين مبنى الكونغرس ونصب لنكولن، تجمع مئات من الفلسطينيين والعرب والأميركيين لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية عام 1948.
أسهم في تنظيم التظاهرة منظمة “أميركيون مسلمون من أجل فلسطين” و”حركة الشباب الفلسطيني” و”الاتحاد الفلسطيني المسيحي من أجل السلام”، بالإضافة إلى منظمات أخرى.
وزع المنظمون مواد تعريفية متنوعة لإبراز حجم معاناة الشعب الفلسطيني بسبب السياسات الإسرائيلية التي تدعمها وتباركها الإدارات الأميركية المتعاقبة.
ووزعت حركة الشباب الفلسطيني جريدة ورقية لتعريف الأميركيين بالنكبة وتداعياتها، وتعهدات شباب فلسطين بالعمل على تحرير بلادهم من الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدثت “الجزيرة نت” إلى كثير من الشباب المشارك الذين جاء أغلبهم من ولايات مجاورة للعاصمة واشنطن، كما انضم إلى المسيرة عشرات من الطلاب العرب بجامعات العاصمة واشنطن ممن حرصوا على المشاركة، وبصحبتهم زملاؤهم من الفصول الدراسية من الطلاب الأميركيين.
وبدأت التظاهرة بغناء النشيد الوطني الفلسطيني، وألقى عدد من كبار قادة الجالية الفلسطينية كلمات قصيرة في التظاهرة، ركزت على فضح السياسات العنصرية للحكومة الإسرائيلية، وانتقاد تقديم الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي الأميركي لإسرائيل.
مشاركة يهودية
كان من اللافت وجود ممثلين لتيار يهودي متدين يؤمن بأن تأسيس دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية قبل 75 عاما عمل مخالف لتعاليم التوراة.
وتحدثت “الجزيرة نت” إلى إنرون ليبرمان، أحد المشاركين اليهود، الذي قال “نحن لا نؤمن بحق إسرائيل في تأسيس دولة في فلسطين؛ فهذا مخالف لتعاليم الرب”.
وأضاف ليبرمان “نحن نسكن في منطقة بروكلين بولاية نيويورك، ونتعرض في كثير من الأوقات لمضايقات من الجماعات اليهودية المؤيدة لإسرائيل، لكننا لا نترك فرصة إلا ونسافر لأي مكان في الولايات المتحدة للتعبير عن رفضنا لقيام دولة إسرائيل وإدانة سياساتها”.
الاستثمار في الشباب
وتحدثت “الجزيرة نت” إلى الدكتور أسامة أبو رشيد، أحد منظمي التظاهرة، وأحد أهم الوجوه الفلسطينية الأميركية المعارضة لاستمرار الدعم الأميركي لدولة الاحتلال.
وفي حديثه للجزيرة نت، ذكر أبو رشيد الذي يترأس حاليا منظمة “مسلمون أميركيون من أجل فلسطين” أن هذه التظاهرة تعكس تذكر جميع الفلسطينيين، من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الدينية والاجتماعية، لنكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.
وأضاف أن “هناك تغيرا كبيرا في توجهات الرأي العام تجاه قضية فلسطين، فقد أظهر استطلاع لمؤسسة جالوب أن 49% من أتباع الحزب الديمقراطي عبروا عن تأييدهم وتضامنهم مع الفلسطينيين مقابل 38% لإسرائيل”.
وشدد على ضرورة “استغلال كل فرصة تسنح لنا، لنحاول ترجمة التقدم في الرأي العام الأميركي تجاه الحقوق الفلسطينية إلى تغير في السياسات والمواقف الرسمية الأميركية تجاه القضية”.
وأضاف أبو رشيد أن فلسطين تربح معركة الرأي العام بين صغار السن من الشباب من مواليد جيل الملينيال Y (الأشخاص الذين ولدوا في الفترة ما بين 1981 و1996) أو المنتمين لجيل Z (الذين ولدوا بعد عام 1997)، وهم يمثلون نسبة ضخمة من طلاب الجامعات ومن لم يبلغوا 40 من العمر بعد، مضيفا “وعليه، يجب العمل بكل جد للتواصل معهم وتعريفهم بكل جديد يتعلق بالحقوق الفلسطينية”.