نفذت الصحفية نوال الجبر زميلة برنامج صحافة للحوار التابع لمركز الحوار العالمي كايسيد، يوم أمس ندوة بعنوان (حوار الأديان والصراعات الراهنة).. منظومة الحوار تعمل على البنية التفكيكية للقيم المتشددة والمتطرفة.
في بداية الندوة رحب رئيس تحرير جريدة الرياض بالحضور أ/هاني وفا، وقال: “إن هذه الندوة تناقش العديد من الموضوعات المهمة، وأيضاً بنفس الوقت الحوار بين الأديان حوار مهم جداً ومنذ سنوات طويلة ولكن مخرجات هذا الحوار لم نلمسها على أرض الواقع لوجود اختلافات ما زالت قائمة بين أتباع الأديان السماوية وعلى جانب آخر فإن عدم الحوار بين الأديان أدى إلى تأجيج الصراع والتعصب بين مجتمعات أتباع هذه الأديان، وهو ما نراه كثيراً من خلال النزاعات والصراعات القائمة على أساس عرقي وديني.
وبدأت الزميلة نوال الجبر بطرح موضوع التي تدار حوله الندوة وقالت: “بودنا أن نعرف الأسباب الكامنة خلف مسألة الحوار بين الأديان، والربط بين الدين والصراع والنزاعات الإنسانية الحالية”. ليبدأ النقاش في الندوة، وبدأ تناول المعلومات والتعاريف والمصطلحات وتفسيرها بين الضيوف.
ثم تحدث د. إبراهيم النحاس، وقال: “الحوار الذي إن صبغناه الصبغة السياسية هو أشبه ما يكون بالمفاوضات والجلوس إلى طاولة الدبلوماسية بشكل أو بآخر لحل النزاعات والوصول إلى المشتركات بين المجتمعات والتي تخدم بعد ذلك الصالح العام للجميع من غير أن يتنازل طرف من الأطراف عن القيم والمبادئ التي نشأ عليها ويؤمن بها، والحوار من هذا المنطلق إذا أخذناه بهذا الشكل بدء جلوس أتباع الأديان سواء في المستويات السياسية أو الدينية إلا أنه أصبح الصبغة الدينية بمعنى آخر إجابات أتباع الأديان السماوية والأديان الأخرى التي تنتشر في المجتمعات الدولية، لذلك عول عليها من منطلق أن هذا الحوار سيؤدي إلى تفاهمات بين أتباع هذه الأديان من منطلقات دينية ومن ثم يؤدي إلى تفاهمات بين الأديان”.
وتحدث د. عبدالله العساف عن الصراعات الراهنة في ظل حوار الأديان، وعن صراع أصحاب الأديان، وتساءل هل الصراع هو ديني بغلاف سياسي؟ وباعتقاده نعم أنه صراع ديني بغلاف سياسي له أربعة أركان رئيسية: دين-سياسة -اقتصاد -تاريخ. وأضاف أننا بحاجة إلى سلاح الحوار لا إلى حوار السلام.
ما يحدث اليوم هو تغليب حوار السلام، الذي نسمع صوته في كل مكان على مستوى الدولة المنطقة والعالم، فاليوم وعلى مستوى ترفع راية الليبرالية والعلمانية لنجد الدولار مكتوب عليه (نحن نثق بالله) وكذلك ورقة العبارة على جزء من أعلام الولايات والعبارة موجودة كشعار فيها.
وأوضح د. خليل الخليل في الندوة بأن الحوار في أساسه ضرورة وحاجة بشرية بصرف النظر عن الأوضاع! وحول دور المملكة في حوار الأديان عبر سياساتها المتفتحة مؤخراً قال د. خليل الخليل: “إن من حولنا وما حولنا من حروب ترفض الحوار ولا ترى سوى لغة السلام القتل كما في غزة وكذلك أماكن أخرى فيها ميليشيات لا هم لها إلا القتل والقتال، ومع ذلك أود القول إن الحوار في أساسه ضرورة وحاجة بشرية بصرف النظر عن الأوضاع، فليس للأمة وللشعوب خيار سوى أن يكون الحوار أساسياً”.
كما لا ننسى تأسيس مركز الحوار عام 2003م والذي بدأ بالحوار الوطني داخلياً ثم تلاه مركز الملك عبدالله الدولي للحوار بين أتباع الأديان 2015، ثم مشروع سلام للتواصل الحضاري ثم لدينا المشاركات في اليونسكو من خلال السفراء والعلماء والطلبة فالمملكة تقوم بالحوار على كل المستويات ولا ننسى رعاية المملكة للحوار بين المذاهب”.
أ. سالمة الموشي، رأت ان رؤية 2030 ترتكز على التعايش السلمي والتسامح الديني ومكافحة التمييز والكراهية! وأن الدين الإسلامي مصدر للسلام والتعايش وليس مصدرا للتعصب والتطرف الديني، ومن هذه المنطلقات بدأت المملكة تتخذ اجراءات في مجال سياسة التسامح الديني والتعايش السلمي قبل أن تسبق رؤية ولي العهد “حفظه الله” التي تشتمل على مرتكز أساسي وهو التعايش السلمي والتسامح الديني ومكافحة التمييز العنصري والكراهية.
فالتعايش بين الأديان من ضمن أجندة رؤية 2030م وكان قد سبق ذلك تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عام 2012م حيث كان منطلقاً حقيقياً للتعرف على المرتكزات التي يجب أن تنطلق منها المملكة في إيصال صوتها إلى العالم وجذبه إلى حوار الأديان والتعريف بالصورة الذهنية للمملكة.
فكان تأسيس هذا المركز منطلقاً عظيماً للحوار والتعايش السلمي بالتوازي مع عدد من المراكز كمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومجمع الملك سلمان للغة العربية فهذا يعتبر من المراكز التي أسست للغة الحوار والتقارب الديني كما تأسس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» عام 2017م وهذا المركز أراه شخصياً يقوم بجهد كبير في الدراسات والأبحاث وإقامة الملتقيات وبمستوى عال من الفكر لإيصال صوت المملكة في التقارب ين الأديان واحترام الثقافات.
وتحدث د. عبدالله العساف عن السينما اليوم التي صنعت الكراهية بين الشعوب وما يعرف اليوم بـ”إسلاموفوبيا”! والتأثير السلوكي الذي يؤثر على الشعوب وتصنع الكثير من العداوات والصدامات حتى أنها جعلت العالم ينتقل إلى ما يعرف اليوم بـ”إسلاموفوبيا” وحتى وان كانت في بداياتها لصالح المسلمين إلا أنها الآن حولت ضدهم أننا بحاجة إلى أن يخلو عدد من الرموز في مكان ما كما في مركز الملك عبدالله للحوار في فيينا ليجتمعوا معا ولعدة أيام لصياغة رسالة عالمية انسانية تنبذ التطرف وتعمق الشعوب بالقيم الانسانية المشتركة وتوجب الإيمان بالمختلفات والفروقات بين الشعوب.
وأكد د. خليل الخليل على انه يجب على المملكة ان توجد منصات تصنع الحوارات الحقيقية مع الشعوب المختلفة! ويرى انه في ليس متفائلاً بمستقبل الحوار بين الثقافات والأديان ونتائجه خاصة بعد العدوان على غزة والفلسطينيين وهدم المستشفيات والمساجد والكنائس، والأسوأ من ذلك بكثير ما حدث من الغرب في هدم قيمه أعتقد أن العالم اليوم في مفترق طرق وأصبحت الحوارات عقيمة الفائدة إلى حد كبير وأن كانت ضرورية والمطلوب من العرب خاصة والمسلمين حالياً العودة إلى قوتهم الذاتية كل في بلده فبلادنا مستهدفة”.
وانتهت الندوة بمداخلات الحاضرين والمناقشة. وكان من أبرز المحاور التي تطرقت لها الندوة: هي حوار الأديان والسياسات المنفتحة والتعصب الديني من خلال حوار الأديان. مشتركات التعريف بالآخر في المجتمعات الإنسانية. استخدام الدين ليس مبرراً للعنف. القادة الدينيون. القوة الناعمة وأثرها في السلام العالمي.
المصدر/ جريدة الرياض
لقراءة تفاصيل أكثر عن الندوة في الرابط التالي: