تنشر ملايين الصفحات على الانترنت مقالات متعددة عن التنوع الديني، وعن كراهية غير المسلم، بعضها تحرّض عليهم وبعضها تحاول مكافحة الكراهية والعنف ضدهم، وللأسف، تتصدر هذه الأخيرة نتائج البحث على جوجل.
لكن وبعد ظهور مبادرة “إثراء محتوى التعايش بين الأديان” وخلال فترة وجيزة، استطاعت أن تجعل محتواها يتصدر نتائج البحث، لتساهم في إزاحة المحتوى المتطرف من تصدر نتائج البحث، ولتقدم محتوى يدعم التعايش بين أتباع الأديان.
تقوم مبادرة إثراء بتتناول المواضيع الدينية من العمق، وبما يستجيب لمعايير جوجل، وهذا ما جعلها صديقة لمحرك البحث جوجل، وهذا ساعدها في إزاحة كثير من محتويات الموقع الأشهر (إسلام ويب) الذي يعرض فتاويه بشكل متجرد من الإنسانية، ويساهم كثيرًا في صناعة التطرف بحسب المبادرة.
ومنذ مايو الماضي بدأت المبادرة بالعمل على نشر محتواها، وخلال شهرين فقط استطاعت أن تكون صديقة لجوجل، إذ أصبح يتعامل معها كصفحة ذات محتوى موثوق ومتخصص بقضايا التعايش بين أتباع الأديان.
وقد بدأ جوجل بوضع محتوى المبادرة في الصفحات الصدرية له، وأصبح الكثير من محتواها ضمن المحتوى المميز الذي يظهر في رأس بحث جوجل كإجابة على بعض التساؤلات.
يقول مؤسس ومدير المبادرة عبدالرزاق العزعزي: “هذا التقدم في تحقيق هدف المبادرة، ليس محظ صدفة، أو ضربة حظ، لكنه نتيجة عمل متواصل، لا يتوقف، نحن نعمل على تحسين المحتوى بشكل يومي ومستمر، ولعل المتابع لصفحة المبادرة على موقعنا www.eohm.org سيدرك ذلك التحسن المستمر في المحتوى، والمتغير في الشكل والتوزيع”.
وأضاف، “نتابع تحقيق الهدف، ونقوم بتقييم عملنا بشكل مستمر، وهذا ما يساعدنا على أن نتصدر نتائج البحث”.
ويقول زيد الأصيل أحد مؤسسي المبادرة: “نعمل في مبادرة إثراء على تصدر المحتوى الوسطي البعيد عن لغة التشنج ونبذ الآخر، حيث عملنا منذ بداية إطلاق المبادرة على اختيار مجموعة من الأسئلة الجدلية في محرك البحث جوجل إعتمادا على جوجل ترند، ووضعنا أجوبة معتدلة تنافس تلك التي تدعوا إلى الكراهية والتكفير وغيرها من الأحكام المسبقة، ومازلنا في بداية المشوار لكننا قد حصدنا مجموعة من النتائج المتقدمة في تصدر محتوانا لعدد من الموضوعات الدينية، ونحن مستمرين في العمل والدفع قدمًا إلى توسيع رقعة الانتشار والتعاون مع عدد من الزملاء الصحفيين لنشر المحتوى الرقمي الوسطي”.
واضاف الاصيل “إن التغذية العكسية جيدة حتى الآن حيث نعمل وفق منهجية معدة مسبقاً، ونطمح إلى المزيد من النتائج الإيجابية لترك أثر فعلي في الحوار بين أتباع الأديان وإتاحة الفرصة للتفكير النقدي للقضايا الدينية للعيش معًا في كوكب يتسع للجميع”.
مبادرة إثراء هي إحدى المبادرات الوليدة من زمالة #الصحافة_للحوار وهو البرنامج الذي أطلقه مركز الحوار العالمي كايسيد في 2021، وتأمل المبادرة أن تصبح ذات يوم واحدة من أهم المبادرات التقنية، وهذا ما يسعى إليه زميلي البرنامج عبدالرزاق العزعزي وزيد الأصيل.
