قالت أم المختطف غمدان السبئي (الذي قتل بقصف كلية المجتمع بذمار) إن ابنها اختطف بتاريخ 2016/10/7، من محافظة تعز منطقة الحوبان الخاضعة لجماعة ”انصار الله” الحوثيين وظل شهر في سجن مدينة الصالح ثم تم تحويله إلى سجن كلية المجتمع في ذمار وتم اخفاؤه ثلاثة أعوام ومنع عنه الزيارة.
ام غمدان كانت تتحدث في جلسة استماع عقدتها رابطة أمهات المختطفين امس الأربعاء جلسة في مدينة تعز، للمطالبة بمساءلة مرتكبي الانتهاكات بحق أبنائهن وتزامنا مع اليوم العالمي للمرأة.
وأضافت أم غمدان بأنه كان يسمح لابنها بالاتصال كل شهرين وكانت مدة الاتصال لا تتجاوز 5 دقائق وفي آخر اتصال لها أخبرها “بأنه يحلم باحتضانها وشم رائحتها” وكانت جماعة الحوثي تمنع عنه الزيارات، واستمر ثلاث سنوات في سجن كلية المجتمع حتى عام 2019 شهر 8 عندما قصف طيران التحالف العربي كلية المجتمع، حينها ذهبت تبحث عن ولدها ولم تجده رغم البحث المتواصل الذي دام أسبوعين وبعدها وجدت أحد أطراف ولدها وكانت الأم تعرف ولدها بإصابة سابقة كانت فيه.
وأوضحت انها عندما ذهبت لأخذ جثة ابنها منعها الحوثيون وبقي مدة ثلاثة أشهر في مكان يشبه ثلاجة الموتى هي عبارة عن غرفة تم جمع القتلى فيها وبتاريخ 3/12 عندما قامت هذه الجماعة بالدفن كانت الدود تتناثر على أجساد المختطفين.
وطالبت أم غمدان المبعوث الأممي ومجلس الأمن بمحاكمة مرتكبي الجرائم بحق أبنائهن المختطفين، باعتبارها جرائم حرب.
رابطة امهات المختطفين قالت في مستهل جلسة الإستماع التي حملت شعار الأم القوية بأنها تؤمن بأن نضالها الحر والمسالم في البحث عن المخفيين قسراً والمطالبة بالإفراج عنهم وعن جميع المختطفين والمعتقلين سيستمر إلى أن ينالوا الحرية وتتحقق العدالة والمساءلة ومحاكمة كل المرتكبين للانتهاكات التي طالت أبنائهن.
واكدت أن الأمهات استطعن بالإصرار والمثابرة والتضحيات العظيمة وتحملهن لأنواع العنف أمام بوابات السجون أن يصنعن واقعا مختلفاً وأن تكون قضية المختطفين والمخفيين حاضرة في كل زاوية من زوايا مفاوضات السياسيين ولقاءات الوسطاء، وحملت الأمهات لواء بناء السلام المستند على تحقيق العدالة والإنصاف للضحايا وضرورة مساءلة ومحاسبة كل من ارتكب الانتهاكات بحق المختطفين والمخفيين قسراً وذويهم والعمل على عدم إفلاتهم من العقاب.
من جهتها قالت أم المختطف خالد الشهاري الذي اختطف في العام 2018 إن ابنها مخفي في سجون الحكومة، ولم تعرف عن مصيره أي شيء حتى اليوم، مشيرة أنها التقت بثلاثة محافظين للمدينة(تعز) ولكن لم يقدموا لها أي معلومات بشأن اختفاء ابنها أو ايجاد حلول تجاه قضيتها.
وقالت إنه تم استدراج نجلها من قبل أحد أصدقائه بغرض الخروج والعودة للمنزل، إلا انه لم يعد حتى اللحظة مطالبة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بالضغط على السلطة المحلية في تعز والكشف عن مصير ولدها.
أما أم المختطف فخرالدين حميد سرحان قالت إن ولدها البالغ من العمر 14عاما، تم اختطافه من قبل جماعة انصار الله الحوثيين في 2017/2/1 من منطقة الخشبة بالحوبان، وبقي في سجونهم عام وشهرين دون أي أسباب، وخرج وهو بحالة صحية غير طبيعية.
وعن معاناتها قالت إنها كانت تتردد على السجون لمعرفة مكان نجلها ولكن كانت تقابل بالمنع من قبل مشرفي السجون والتهديد حتى وصل الأمر إلى إشهار السلاح في وجهها، مشيرة أنها كانت تذهب بالملابس والأكل لابنها إلا أن مشرف السجن كان يأخذه منها ولم يوصل منه شيء لابنها المختطف.
وأضافت “من شدة خوفي على ولدي كنت أغامر بحياتي واتسلل من مكان لآخر حتى أعرف أن ولدي مازال على قيد الحياة أم لا، وكان حارس السجن يهددني ويقول لي بأنني لن أتمكن من روية ولدي حتى قيام الساعة، وفي ذات المحاولات قام الحارس بمعاقبتي وجعلني أقف على رجل واحدة لعدة ساعات.
حضر الجلسة عدد من وسائل الإعلام وناشطي حقوق الإنسان الذين طالبوا بدورهم بتقديم مرتكبي الانتهاكات بحق المختطفين والمخفيين قسراً والمعتقلين للمحاكمات العادلة مؤكدين على ضرورة مناصرة هذه القضية العدالة حتى نيل جميع المختطفين حريتهم كاملة ومشيدين بصلابة الأمهات في الدفاع عن حقوق أبنائهن.