انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الهند خلال اليومين الماضيين، لقطات مروّعة توثّق مقتل مسلم خلال الاعتداء على خمسة بينهم 3 إخوة بمدينة موريجاون بولاية آسام، وسط استنكار ومطالبات بحماية المسلمين.
وتعود المقاطع المتداولة إلى حادثة وقعت في 25 يوليو/ تموز الماضي، عندما اتُّهم الضحية ويدعى صدام حسين هو وأخواه بسرقة أبقار والاتجار بها بشكل غير قانوني.
وأفادت منصة (مكتوب ميديا) المحلية، على لسان عدد من المعتدى عليهم، بأنهم جميعًا ومعهم صدام كانوا عائدين من مشاهدة مباراة محلية لريادة النزال الهندية المعروفة باسم “كبادي”، عندما هاجمتهم مجموعة من الأشخاص بتهمة سرقة أبقار.
Warning footage. This the footage showing how Saddam, & 2 others were beaten on Monday night. Police were present but they couldn't rescue the victims. Saddam was lynched on suspicion of cow theft which survivors denied. Read details @MaktoobMediahttps://t.co/q0r5GDJB9Y pic.twitter.com/nb77UMOc4F
— Mahibul Hoque (@H_Mahibul) July 29, 2023
وعبّر عدد من الناشطين على المنصات الهندية عن استنكارهم للواقعة، إذ هاجم الناشط عارف أيوب، حاكم ولاية آسام التي شهدت الحادثة قائلًا “لقد مكّن هيمنتا سارما حاكم ولاية آسام كما فعل حاكم ولاية ماديا براديش، الإسلاموفوبيا من النمو بشكل سريع”.
@himantabiswa like @ChouhanShivraj in MP has enabled this atmosphere of rabid Islamophobia. When the Chief Minister of Assam says he has many “Hussain Obamas” to take care in India, he is letting his people know they can do the murderous lynchings without consequences https://t.co/JaJjTOJC8M
— Arif Ayyub (@arifayyub) July 29, 2023
وأضاف أيوب “عندما قال رئيس وزراء ولاية آسام إن لديه الكثير من (حسين أوباما) للتعامل معهم في الهند، فإنه يخبر شعبه بأنه يمكنهم تنفيذ عمليات الإعدام خارج نطاق القانون دون عواقب”.
وأشار إلى تعليق حاكم ولاية آسام على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما التي ندد فيها بالتعامل مع مسلمي الهند.
وطالب آخرون المسلمين بالتدخل لحماية أنفسهم، إذ قال المغرد سياه جمرا “يجب على المسلمين التعامل مع هذا الأمر بعيدًا عن القضاء، لأن ما يحدث ضدنا مدعوم بالقانون”.
ويُقدَّر المسلمون في الهند بنحو 200 مليون نسمة، مما يجعلها ثالث أكثر بلد من حيث عدد المسلمين في العالم بعد إندونيسيا وباكستان. ورغم ذلك، فإن المسلمين لا يشكلون إلا ما يقارب 15% من تعداد سكان الهند، ومن ثم فإنهم يصنفون أكبر أقلية في البلد ذي الأغلبية الهندوسية.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، كشف برنامج “المسافة صفر” في تحقيقه الميداني الجديد (الهند.. من أشعل الفتيل؟) عن وجود حملات في ولايات هندية عدة لهدم ممتلكات المسلمين من منازل وشركات، وكيف أن منظمة هندوسية متطرفة تقف وراء ارتفاع جرائم الكراهية في جميع أنحاء البلاد”.
وتمكن فريق البرنامج الذي تبثه الجزيرة، من الوصول إلى ولايتي آسام وماديا برادش، اللتين يعاني المسلمون فيهما اضطهادًا واسعًا وهجمات متصاعدة من قبل المتطرفين الهندوس أُضيفت إليها إجراءات حكومية عقابية.
وأصبحت مقاطع الفيديو التي توثق اعتداء المتطرفين الهندوس على المسلمين ومساجدهم وممتلكاتهم حدثًا يوميًّا في الهند. كما يرى مراقبون أن السلطات الهندية لا تظهر جدية في ردع ذلك، وأن الأمر لا يحظى باهتمام من قبل العالم الإسلامي.
وتشهد الهند، منذ أعوام، حملات اضطهاد واسعة وأعمال عنف ضد المسلمين، تقف وراءها مليشيا هندوسية متطرفة تتبع عقيدة (هندوتفا) العنصرية.
وقالت منظمات حقوقية هندية إن هذه العقيدة التي تعتنقها قيادة البلاد المتمثلة في حزب بهاراتيا جاناتا، تهدف إلى تمييز الهندوس عن بقية المواطنين في الهند.
المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند