قد تجد من السهولة ان يخبرك أحد ما بعبارة “انا اكرهك”، وربما تجد ان المصطلح أصبح شائعاً في الفترات الأخيرة، الى درجة ان تقول في بعض الأحيان أمهات هذه العبارة لأبنائها، الامر الذي كنا نستهجنه في فترات سابقة.
التنافس “غير الشرعي”، أصبح واضحاً في بعض الأحيان وصار يشكل عامل خطر على الأفراد بانتشار مفردات “الكراهية”، الامر الذي يمكن ان نلمسه من خلال ذكر أحد ما في مجلس، ولك ان تتخيل لو ان في هذا المجلس من يكره ذلك الذي حقق نجاحاً ما، اعتدنا ربما على ان لا نصل الى المستوى الذي وصل اليه الأشخاص في نجاحهم، بل نبحث عن “عثرة” نحاول ان نسيء فيها إليهم.
تبدو خطورة “خطاب الكراهية” في انها قادرة على تكوين “هم ونحن”، ولان الناس لا يدركون ما هو حجم خطورة أن تطلق ذلك الخطاب عبر مختلف المنصات، أو عبر مجموعة من الممارسات التي نراها من هنا وهناك، فالإعلام الأمريكي وبعض المنتفعين الى الان يستغلون أبشع استغلال احداث سبتمبر من اجل الترويج لخطاب الكراهية تجاه المسلمين.
وتبدو خطورة الامر أيضا في الصور النمطية التي تصدر عن الأديان والمذاهب والقوميات، فلا تستغرب ان يملك كل واحد في هذه المعمورة صوراً قد يتم تناقلها بسخرية عن الاخر، لمجرد انه توارثها من الأجداد، دون ان يعطي المساحة للآخر للحديث عنها او حتى “الانصات إليهم” ليتعرف على وجهة نظرهم حول الامر
قتلة ومتسببين بانفجارات في مناطق متفرقة من العالم كانوا نتيجة اذكاء تلك الخطابات، لمجرد قدرة بعض الأشخاص على “غسل ادمغتهم”، الامر الذي شهدناه في العراق لفترات طويلة، واخذ منا الأحبة والأصدقاء، من مختلف الديانات والقوميات والمذاهب، ليس لذنب الا انهم “ينتمون لمجموعة لا يطيقها غاسل الادمغة”
لعل الأسلوب الأقرب هو ان نخلق حواراً نتعرف فيه على الاخرين، وان لا نتوقف على ما نسمع، فالذي تسمعه قد يكون وجهة نظر أحد ما يريد ان يقنعك بطريقته بأفكاره “المتطرفة”، وان لم تقتل أحد بسلاح قد “تقتله بكلمة”؛ وان من يريد لك ان لا تسمع للآخرين، قد تجده مستفيداً من جعلك “زهر النرد” يتلاعب بك يميناً ويساراً لتحقيق اهداف مرجوة من كرهك للأخرين!
المصدر/ العالم الجديد