أكدت روايات متعددة أن المتطرف السويدي من أصول عراقية “سلوان موميكا”، الذي أحرق القرآن في ستوكهولم الأربعاء الماضي (يوم عيد الأضحى)، كان زعيماً لإحدى الميليشيات المسلحة في العراق قبل تقديمه اللجوء في أوروبا.
وذكر الصحفي العراقي عثمان المختار (مقيم في لندن) أن المتطرف “موميكا” كان قد غادر العراق “بسبب صراع النفوذ والمغانم (السكراب والمقاولات) مع زعيم مليشيا بابليون، ريان الكلداني”.
وأشار “المختار” إلى أن أفراد المليشيا التي كان يتزعمها “موميكا” (صقور السريان)، انخرطوا مع مليشيا أخرى في سهل نينوى بالموصل، وأكدت هذه المعلومة “دويتشه فيله” الألمانية التي قالت إن “موميكا” حاول التقرب من التيار الصدري بعد أن كان قريباً من فصائل عدة بالعراق توصف بأنها قريبة من طهران.
ونقل موقع “العربي الجديد” عن مصادر سبق أن كانت قريبة من موميكا، أنه “أقام علاقات مع الجناح المحلي لحزب العمال الكردستاني في سنجار (وحدات حماية سنجار) وحاول أن يتحول إلى مؤثر سياسي، بقيادة حراك بهوية مسيحية سريانية، لكنه فشل في الحصول على أي دعم من الطيف المسيحي بالموصل ونينوى عموماً، حتى أسس مليشيا مسلحة بالعراق في عام 2016 باسم (صقور السريان) التي نشطت بمناطق سهل نينوى”.
وقالت قناة “الرافدين” إن “صقور السريان” التي تزعمها “موميكا” كانت منضوية ضمن ميليشيا “الحشد” بالعراق، ونشرت القناة فيديو “موميكا” وهو يستعرض انتمائه لميليشيا تتبع “الحشد”. وما يسمى بـ”الحشد الشعبي”، هو ميليشيات شيعية مكونة من عدة فصائل، أعلن عن تشكيلها منتصف عام 2014 بمبرر “محاربة تنظيم الدولة الإسلامية”، عقب فتوى أطلقها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.
ويُعرّف موميكا نفسه على قناته في “يوتيوب” بأنّه “مفكر وكاتب ملحد تنويري ثائر على كل شي في الحياة، ومشكك في كل شي”. ويقول إنّ “العراق ليس وطني ولن يكون كذلك فقط لأنني ولدت به بالصدفة”، ويضيف أنّ “السويد ومجتمعها هو وطني وبكل فخر، لكنني أدافع عن كل المظلومين أينما وقع الظلم هناك تكون قضيتي”.
المتطرف اليميني، كان قد حصل على تصريح من الشرطة السويدية لتنظيم تظاهرة ضد الإسلام والمسلمين، حيث ألقى سلوان موميكا المصحف على الأرض قبل أن يحرقه ويدلي بكلمات مسيئة إلى الإسلام.
والخميس اقتحم متظاهرون عراقيون السفارة السويدية في بغداد، احتجاجا على سماح ستوكهولم “موميكا” بإحراق نسخة من المصحف يوم الأربعاء، بالتزامن مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك، فيما أعلن الشخص ذاته عزمه حرق نسخة أخرى من القرآن الكريم في غضون 10 أيام رغم التنديد الواسع بفعلته على الصعد العربية والإسلامية والدولية.، وطالبت الخارجية العراقية من السويد تسليمها “موميكا” “لمحاكمته وفق القانون العراقي”.
حادثة احراق المصحف الشريف، في عاصمة السويد على يد موميكا ليست الأولى، بل سبقتها حوادث شبيهة عديدة، منها الإساءة إلى النبي محمد والدين الإسلامي والقرآن الكريم.