No Result
View All Result
“لو كان هناك اهتمام بالتعليم في مدرستي لكنت الان في الصف السابع، ولمَ اغادر قريتي واهلي للعمل مجانا”.
هكذا بدأ الطفل سام محمد قصته في التسرب العلمي، وقال: “غادرت قرية بكال الواقعة بمديرية مزهر، محافظة ريمة، متجهاً صوب العاصمة صنعاء، ومنها إلى مديرية بني صريم في محافظة عمران، بعد توقف العملية التعليمية في مدرستي “المياسي” منذ حوالي ستة أعوام”.
استقر سام في محافظة عمران للعمل بإحدى ورشات تجنيد السيارات، وقد عبّر الطفل عن معاناته بلسان فصيح، إذ بينما يحصل أقرانه على مقعد في فصل دراسي، خرج الطفل ذو الرابعة عشر إلى العمل ليكستب الخبرة فقط دون اجر.
يأسف سام على ترك المدرسة ويقول بكلمات صريحة ومؤلمة: “أعمل بدون أي أجر، والمكافأة فقط، كسب المهنة”.
وعن العملية التعليمية التي كان يتلقاها في مدرسته يقول سام: “ولو بدى في الآونة الأخيرة، قيام بعض المدرسين الذين لا يتعدى رقمهم الثلاثة، بتجميع الطلبة، والذين لا يملؤون الفصل الواحد، الا ان المستوى التعليمي لا يرقى الى انها مدرسة وان التعليم فيها الصحيح.
كل ما يقوم به هؤلاء المعلمون هو تعليم الطلاب بعض العمليات الحسابية وتلقينهم الحروف الهجائية، ولا تعد ضمن المراحل الأساسية، التي يمر بها الطلبة في جميع المدارس الأخرى”.
سام من بين مئات الطلبة الذين تركوا مدارسهم، لكسب المهنة، وبحسب تقرير منظمة إنقاذ الطفولة فإنّ أكثر من 2.7 مليون طفل خارج المدرسة.
وفي تقرير لها اشارت منظمة “اليونيسف”، ان الطفل الذي يعاني فقراً متعدد الأبعاد هو الذي يعاني حرماناً شديداً من اثنين أو أكثر من أبعاد الرفاه الثمانية وهي: المياه والصرف الصحي والمسكن ووسائل المعلومات والصحة والتغذية والتعليم والحماية.
التسرب المدرسي
وعن تأثير التسرب المدرسي على مستقبل الطلبة والمجتمع، قال الدكتور جميل حفظ الله بنيان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء: “إن المتسرب الذي لم يتعلم سيكون في المستقبل القريب أب، وبالتالي لن يدرك أهمية التعليم لأولاده”.
وأضاف: ” لو كان التسرب المدرسي بمؤشر عالي فيعني أن نتائجه خطيرة اقتصاديا بدرجة أشد وضوحاً، فالاقتصاد يتأثر بالمتسربين لعجزهم عن العمل في المجالات الواجب فيها أن يكون المنتمين لها متعلمين، وكذلك الإدارة إذا صعد لها غير متعلم ومتخصص لن يستقيم حالها والخسائر جراء ذلك كبيرة”.
ويرى متخصصون اجتماعيون أن تدني التحصيل العلمي هو وراء رغبة العديد من الأطفال ذكور واناث، بترك مقاعد الدراسة والاتجاه إلى سوق العمل.
خصوصاً وأن أطراف العملية التعليمية والتربوية من الأهل والمعلمين والمعلمات والجهات الحكومية ذات العلاقة لا يولون العناية والرعاية اللازمتين لرفع كفاءة وقدرة الأطفال والطفلات لتحسين تحصيلهم وزيادة رغبتهم في التعليم.
No Result
View All Result