أثارت فتوى أطلقها مرجعية دينية تابعة لجماعة ”انصار الله” الحوثيين ردود فعل غاضبة، في أوساط اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين قالوا انه أجاز لجماعته نهب أراضي المواطنين في منطقة عصر غرب العاصمة صنعاء، بمزاعم أنها لفقراء الهاشمية.
المرجعية ويدعى “عبد الفتاح الكبسي”، قال إن منطقة عصر وقف للسلالة الهاشمية الفاطمية، مدعياً حيازته وثيقة تشير إلى ملكية الفاطميين للمنطقة، وأنه حصل عليها في 12 سبتمبر 2014، أي بذات الشهر الذي سيطر فيه الحوثيون على صنعاء.
ولقيت مزاعم “الكبسي” وهو أحد فقهاء الجامع الكبير المتطرّفين الذين يساندون الحوثيين ، لقيت استهجاناً وغضباً من نشطاء وكتاب وسياسيين، الذين تداولوا للكبسي تسجيلاً مصوراً بمزاعمه.
الصحفي فيصل الشبيبي علّق على المقطع المصور بأن فيه عبد الفتاح الكبسي يكشف أهداف الادعاء الحوثي على الأراضي في بني مطر وتحديداً في عَصِر، وكذلك عن مصارف هذه الأراضي بنسبها إلى (فقراء بني هاشم من الفاطميين فقط)!!!.
بينما رد العميد محمد الكميم، في تغريدة في حسابه على “تويتر” “مبروك مبروك يا شعب الإيمان والحكمة عبدالفتاح الكبسي السلالي المتورد يشرح ممهداً لنهب أراضيكم في غرب صنعاء مدعيًا أنها أملاك لهم وأنها مخصصة للهاشميين الفاطميين وللعلماء حقهم.
وأضاف: “ركبوا الوطاف يا أهل اليمن وعيال فارس يأكلوها باردة مبردة”.
أما الإعلامي والناشط السياسي احمد المسيبلي، قال مستغرباً: “يعني ما كفاهم أنهم نهبوا كل شيء حتى الرواتب، بل يريدون يمتلكون صنعاء كلها بصكوك حتى أصبح المواطن لا يستطيع يبيع حقه إلا بإذن منهم وموافقتهم عشان يرون أنفسهم السادة الملاك والناس عبيد عندهم”.
المقطع المصور للكبسي، تناوله أيضاً الصحفي نسيم البعيثي، مشيراً إلى ممارسات الحوثيين بحق المواطنين في صنعاء، حيث قال في تغريده بحسابه على تويتر: “يتعرض أهالي ومالكي البيوت والأراضي في عصر في العاصمة صنعاء إلى أبشع صور الاضطهاد من قبل عصابات ما يسمى هيئه الأوقاف بحكومة الانقلاب باختطاف الناس بقوه السلاح”.
من جهته، كتب الإعلامي عبدالكريم المدي: “الحوثي جوع صنعاء وأحرارها، نهب الأراضي والبنوك وكل تاجر ومواطن حتى الذي كان راتبه 40 ألف نهبته قطعانك يا عبدالملك الحوثي”.
وأضاف مخاطباً الحوثيين: “منهجكم إرهابي وكتابكم عنصري وممارساتكم إمامية وكل ما تقومون به مرفوض ومنبوذ وشعبنا يقاومه أنتم طاعون”.
في السياق لم تكتف جماعة انصار الله بفتوى مرجعيتها الكبسي، فقد تناولت المزاعم، في أحد البرامج التلفزيونية، قبل أيام، والذي استعرضت فيه ما تدعي أنها وثائق تثبت أن كامل أراضي عصر هي أوقاف.
وجاء الادعاء هذه المرة من الهيئة العامة للأوقاف التابعة لها، والتي أرجعت تاريخ إيقاف الأراضي، إلى القرن السابع الهجري، من قبل ما تقول إنه الأمير عبدالله بن علي بن داوود، عامل بلاد الجوف، والذي أوقف قرية عصر وجميع غيولها وجميع آبارها وجميع الضياع والمزارع بها.
عن ذلك فند مراقبون، ما تدعيه جماعة الحوثي، التي تروج لمثل هذه الأكاذيب، فكيف يحق لشخص أن يمتلك قرية كاملة بكل ما فيها من أموال وآبار وغيول، ومن ثم يوقفها ويترك أهلها في المكان نفسه.
وفي يناير الماضي، خرجت قضية النهب الحوثي لأراضي المواطنين في بني مطر إلى السطح، حيث باشرت حينها بتنفيذ حملات عسكرية، والبدء في تسوير الأراضي، التي تتبع المواطنين من أبناء مخلاف البروية وعدد من القرى في مركز مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء.
وشرعت في السطو على أكثر من ألف لبنة، من الأراضي الزراعية، تعود ملكيتها إلى أبناء بيت المعقلي وقرى القراميش وبني جهلان وعجام وبيت عبيد في المديرية ذاتها.
ومنذ مطلع العام الماضي، تنفذ جماعة انصار الله، وفق خصومها- حملات واسعة لنهب أراضي وعقارات المواطنين في مديريات طوق صنعاء، والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها مستغلّة أجهزة الأمن والقضاء لإرهاب المواطنين ونهب ممتلكاتهم.
المصدر: العاصمة اون لاين