زار مسؤول إيراني كبير الإمارات العربية المتحدة اليوم الخميس، بعد أيام فقط من موافقة طهران على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية في صفقة بوساطة صينية أثارت الآمال في تحقيق تقارب أوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن علي شمخاني، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قوله إن زيارته كانت “بداية مفيدة للبلدين للدخول في مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية”؛ وكان برفقته رئيس البنك المركزي الإيراني ومسؤولون كبار آخرون.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أنه التقى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومسؤولين كبار آخرين لمناقشة “فرص تعزيز التعاون بين البلدين”.
وينظر الحكام العرب السنة في الخليج إلى إيران بعين الريبة، منذ أن أطاحت الثورة الإسلامية عام 1979 بالعاهل المتحالف مع الولايات المتحدة في طهران، وكانت قد تدهورت العلاقات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، حيث قامت إيران ذات الأغلبية الشيعية ببسط نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، ودعم وكلاء مسلحين أقوياء في العراق وسوريا ولبنان واليمن والأراضي الفلسطينية.
في الاتفاق الذي توسطت فيه الصين، والذي استند إلى المحادثات التي أجريت في العراق في السنوات الأخيرة، اتفقت السعودية وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعت في عام 2016، عندما أعدمت السعودية رجل دين شيعي بارز واقتحم محتجون إيرانيون سفارتها في طهران.
وعزز الاتفاق الآمال في سلام دائم في اليمن، حيث تخوض السعودية حربا مع جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ عام 2015، وأدى هذا الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف ودفع أفقر دولة في العالم العربي إلى حافة المجاعة.
الإمارات العربية المتحدة، الحليف الوثيق للسعودية التي تدخلت أيضاً في اليمن، أعادت سفيرها إلى إيران في أغسطس الماضي لأول مرة منذ عام 2016.
ومع ذلك ، لا تزال الشكوك عميقة ، لا سيما في أعقاب سلسلة من الهجمات على ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات، وكذلك منشآت النفط السعودية، في عام 2019، والتي نُسبت إلى إيران على نطاق واسع؛ ففي العام الماضي، ضربت غارة بطائرة مسيرة شنها الحوثيون “جماعة أنصار الله” المدعومون من إيران أبوظبي، مما أضر بسمعة الإمارات كملاذ آمن في الشرق الأوسط المضطرب.
وكانت الإمارات العربية المتحدة الأولى من بين أربع دول عربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل في ما يسمى باتفاقات إبراهيم في عام 2020. وقد تم التقريب بين البلدين إلى حد كبير بسبب شكوكهما المشتركة تجاه إيران، وتعتبر إسرائيل إيران أكبر تهديد لها، وقد شن البلدان حرب ظل منذ عدة سنوات.
ومؤخراً أثار الاتفاق السعودي الإيراني مخاوف في إسرائيل، التي تأمل منذ فترة طويلة في تشكيل تحالف مع دول الخليج العربي ضد طهران.
المصدر VOA